اخر الاخبارالمال والاعمال

البحث عن رؤساء تنفيذيين بمجالس الإدارة الشركات

ft

قد لا تحتاج الشركات المدرجة في «فوتسي» للنظر في الخارج خلال بحثها الحثيث عن رئيسها التنفيذي التالي، فلربما يكون عضواً في مجلس إدارتها. فخلال العام الماضي، عينت مجموعة السلع الاستهلاكية «يونيليفر»، وسلسلة متاجر التجزئة «جون لويس»، وموفرة الخدمات المالية «هارغريفز لانسداون»، وشركة الاتصالات «بي تي»، جميعها رئيساً تنفيذياً كان يشغل بالفعل منصب مدير غير تنفيذي في مجلس الإدارة.

وفي وقت حافل بعدم اليقين الجيوسياسي والاقتصادي، يبدو أن رؤساء الشركات وزملاءهم يفضلون خيار «الشيطان الذي يعرفونه» حينما يتعلق الأمر بالقيادة. ولدينا أمثلة متعددة على هذا الاتجاه، أمثال أماندا بلانك، الرئيسة التنفيذية لشركة أفيفا للتأمين، ووارن إيست، المدير السابق لشركة رولز رويس، إذ كانا مديرين غير تنفيذيين، وكذا أندي بيرد، مدير «بيرسون» وسايمون تومسون من مجموعة البريد الملكي البريطاني، اللذين أعلنا هذا العام تخليهما عن منصبيهما.

في حقيقة الأمر، أشارت «سبنسر ستيوارت» للتوظيف، إلى أنه من بين 59 مديراً تنفيذياً لدى شركات مدرجة في «فوتسي 350» تسلموا مناصبهم منذ يناير 2022، شغل ثلثهم مناصب في مجالس الإدارة قبل تعيينهم رؤساء تنفيذيين. وفي الولايات المتحدة، حيث لا يشيع شغل شخص ما منصباً بمجلس الإدارة قبل تسلمه زمام المنصب الأعلى، عمل 17% من 245 رئيساً تنفيذياً للشركات المدرجة في «إس آند بي 1500»، عينوا بمناصبهم منذ بداية العام الماضي، مديرين قبل ترقيهم لمنصب الرئيس التنفيذي.

ونظرياً، فالجانب المشرق من تعيين مدير بمنصب الرئاسة التنفيذية هو تمتعه بالفعل بعلاقات عمل طيبة مع رئيس الشركة، وبقية أعضاء مجلس الإدارة، فضلاً عن الفريق التنفيذي.

والمرشحون لتقلد المنصب، سواء أكانوا يعملون داخل الشركة أم من خارجها، منفصلون بما يكفي عن فريق القيادة بحيث يمكنهم إجراء تغييرات، لكنهم يدركون في الوقت ذاته ثقافة واستراتيجية ونموذج أعمال الشركة، ويتمتعون بدراية أكبر بالمشكلات التي قد تواجهها. وذكر كيت بينجهام، مدير ممارسات مجلس الإدارة في المملكة المتحدة لدى شركة البحوث التنفيذية «هيدريك آند سترغلز»: «هم يعرفون الشركة ومن المرجح أنهم على دراية بكل أسرارها».

وتعد هذه ميزة خاصة، وذلك مع ازدياد مغادرة الرؤساء التنفيذيين لمناصبهم. وقال بيل آدمز، مستشار ومدرب للقيادات، إنه لاحظ انتقال التوتر في بيئة الأعمال إلى مجالس الإدارة، مع ارتفاع معدل تدهور العلاقات بين رؤساء الشركات والرؤساء التنفيذيين. وتابع: «ازدادت الضغوط بقوة خلال الأعوام الثلاثة الماضية، وتغيرت هذه العلاقات على نحو جوهري».

وفي بيئة مثل هذه، من المنطقي أن ينظر رؤساء الشركات إلى زملائهم بمجالس الإدارة، بحثاً عن مرشحين محتملين لشغل منصب الرئيس التنفيذي. وبحسب قول أحد رؤساء الشركات المدرجة في «فوتسي»: «للمرة الأولى أشعر أن المديرين غير التنفيذيين خيار حقيقي يجب علي وضعه في الاعتبار.. إنهم لم يعودوا خياراً ثانوياً».

وتعني الضغوط المتزايدة على مجالس الإدارات، أهمية أن يعطي رؤساء الشركات الأولوية بالفعل للخبرة في تعييناتهم للمديرين الجدد. وربما يتطلع بعض من أعضاء مجالس الإدارة هؤلاء إلى العودة للأدوار الأكثر عملية. وأضاف بينجهام: «بعض المديرين غير التنفيذيين يحاولون التمتع بمشوار وظيفي متعدد، أي ينطوي على أدوار إدارية عدة، لكنهم يفوتون عندها زخم وحماس الحياة التنفيذية».

ومع ذلك، فإن تعيين عضو بمجلس الإدارة في المنصب ربما يكون علامة على الضعف. كما قد يكون مؤشراً على الافتقار إلى الخيال، وعدم كفاية المواهب الصاعدة، وضعف التخطيط للمستقبل، فضلاً عن العزوف عن المخاطرة أو تجلياً لشعور القيادة بالذعر. ومن شأن ذلك، أن يتسبب في انتقادات مشابهة لتلك التي واجهت شركات، مثل «ديزني» و«ستاربكس»، عندما أعادوا تعيين الرؤساء التنفيذيين السابقين.

وترى سابين ديمكوسكي، وهي مديرة لشركة استشارات مستقلة تهدف إلى تحسين أداء مجالس الإدارة، أنه «في أوقات ازدياد المخاطر والحاجة للابتكار والتفكير الجديد، يميل بعض مجالس الإدارات إلى الأمن ويعودون إلى الوجوه القديمة». وأردفت: «الأمر يبعث على الحزن، فأنت بحاجة للعكس تماماً، لكن هذا ميل طبيعي، فعند اعتبار خطب ما محفوف بالمخاطر وعدم الراحة، ستلجأ للأمان».

ويمكن أن تنكسر حلقة الثقة بين المديرين غير التنفيذيين وقيادة الشركة، إذا اعتبر التنفيذيون، أعضاء مجلس الإدارة، منافسين لهم في سباق الوصول إلى دور الرئيس التنفيذي.

وقد يكون التصرف المنطقي هنا هو تعيين عضو بمجلس الإدارة، رئيساً تنفيذياً مؤقتاً، خاصة إذا حدثت مغادرة مفاجئة، مع القيام بعملية بحث أوسع نطاقاً. ويعني ذلك أن الشركة لن تضطر إلى تحويل مسؤول تنفيذي بارز إلى رئيس تنفيذي مؤقت، قد يشعر لاحقاً بوجوب مغادرته إذا لم يحصل على الوظيفة في نهاية المطاف. وأشار محللو أسهم قطاعات وباحثون عن مهارات، إلى أن هذا قد يكون مصدراً للقلق لعملاق النفط «بريتيش بتروليوم»، على سبيل المثال، التي عينت موراي أوتشينكلوس، كبير المسؤولين الماليين السابق، رئيساً تنفيذياً مؤقتاً، بعد استقالة برنارد لوني. وهكذا يبدو أنه من المرجح أن يستمر انتقال أعضاء مجلس الإدارة، إلى دور الرئيس التنفيذي، مع تطلع رؤساء الشركات إلى الأمان والاستقرار في أوقات الأزمات.

كلمات دالة:
  • FT

البحث عن رؤساء تنفيذيين بمجالس الإدارة الشركات

المصدر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock