يجمع كبار القادة والمستثمرين من جميع أنحاء العالم.. منتدى الاستثمار العالمي ينطلق غداً في أبوظبي
ويعتبر منتدى الاستثمار العالمي، الذي تم تأسيسه وإطلاقه بمبادرة من مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (أونكتاد)، حدثًا رئيسيًا ومنصة عالمية مهمة تجمع أصحاب المصلحة الرئيسين من مختلف أنحاء العالم لصياغة السياسات والاستراتيجيات بهدف مواجهة تحديات الاستثمار والتنمية حول العالم. ويتم تنظيم المنتدى من قبل قسم الاستثمار والمشاريع في أونكتاد، انطلاقًا من حرصه على ضمان النمو الشامل وتوجيه الاستثمارات من أجل تحقيق التنمية المستدامة وتشكيل بيئة استثمارية عالمية.
وأكد معالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي، وزير دولة للتجارة الخارجية أن دولة الإمارات برؤية وتوجيهات قيادتها الرشيدة تضع تحقيق النمو الاقتصادي المستدام والاهتمام بقضايا البيئة والاستدامة في صدارة أولوياتها.
وأكد معاليه على الأثر العميق الذي تحققه التجارة العالمية في دعم وتحقيق النمو على الصعيدين الاجتماعي والاقتصادي. وقال: “تمتلك التجارة قدرة كبيرة على مواصلة تعزيز الاستدامة والتقدم نحو مستقبل أكثر إشراقًا للأجيال القادمة. كما تميزت الإمارات بشكل ملحوظ في مجال الاستثمار، حيث بلغ حجم الاستثمار الأجنبي المباشر فيها حوالي 23 مليار دولار خلال العام الماضي 2022. ما يعكس المكانة المتميزة لدولة الإمارات كوجهة استثمارية رئيسية، ويؤكد على الأهمية البالغة لاستضافة المنتدى في أبوظبي، فضلًا عن تعزيز مكانة الدولة ودورها على خريطة التجارة والاستثمار العالمي.”
وأضاف: “قامت أبوظبي بتأسيس بيئة اقتصادية داعمة، وإنجاز بنية تحتية واتصالات بمستويات عالمية، وتتميز برؤية ومنهج لريادة الأعمال لتوفير فرص النمو للمستثمرين. ونواصل البناء على الأسس المتينة لـ”اقتصاد الصقر” لتحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، والمساهمة في صياغة مستقبل أفضل للبشرية”.
ومع اقتراب انعقاد مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (كوب28)، خصص منتدى الاستثمار العالمي لعام 2023 جلسات مهمة للتمويل والاستثمار في المشاريع المتعلقة بالمناخ، ويطمح المنتدى لخلق بيئة تخول صانعي السياسات وأصحاب المصلحة مواءمة استراتيجياتهم مع المخرجات المتوقع أن تؤثر بشكل كبير على مفاوضات مؤتمر الأطراف.
ومن المقرر انعقاد ورشة عمل حول معايير الإفصاح عن الاستدامة الصادرة حديثاً عن مؤسسة المعايير الدولية لإعداد التقارير المالية (IFRS)، في 15 أكتوبر كحدث سابق للمنتدى. وتمثل هذه المبادرة بداية حقبة جديدة من الإفصاح المالي الذي يركز على الاستدامة في أسواق رأس المال العالمية. ويستعرض المتحدثون البارزون ومنهم جارلاث مولوي، مدير الشؤون الاستراتيجية (الاستدامة الداخلية وبناء القدرات)، ولويس جوثري، المستشار الفني الأول في منظمة المعايير الدولية لإعداد التقارير المالية، أمام الحاضرين رؤى حول التطبيقات العملية لهذه المعايير.
لا تقتصر فعاليات المنتدى على المحتوى الفني فحسب، بل تتنوع لتشمل اللقاءات الحصرية والمؤتمرات التي تستهدف فئة خاصة من المدعوين، وتهدف إلى تعزيز التواصل والتبادل المعرفي بين القادة وصناع القرار. إضافة إلى جلسات الحوار والندوات التي تجمع بين خبراء من مختلف القطاعات لمناقشة أحدث التحديات والفرص المتعلقة بالاستدامة، وكيفية تعزيز الشراكات بين القطاع العام والخاص لتحقيق تطلعات التنمية المستقبلية.
وتستكمل الفعاليات الأساسية بسلسلة من الفعاليات الجانبية المصممة لتوفير رؤية شاملة للمشهد الاستثماري. وتشمل أبرز الأحداث الحوار العالمي الثاني بشأن الدورة الثامنة والعشرين لمؤتمر الأطراف، الذي ستستضيفه دولة الإمارات واتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، ومنتدى الأغذية الزراعية بالشراكة مع منظمة الأغذية والزراعة. وسيعمل المؤتمر الأكاديمي، بالتعاون مع AIB وSIEL، على تعزيز التبادلات العلمية. ولضمان أن يتناول المنتدى جميع جوانب الاستثمار المستدام، ستكون هناك مسارات متعددة تعمل في وقت واحد، وستشمل مواضيع حيوية مثل تغير المناخ، وانتقال الطاقة، وريادة الأعمال، والصحة. وتتناول القطاعات الأخرى المركزة قضايا النوع الاجتماعي والتكنولوجيا والصناعة والبنية التحتية والفروق الدقيقة في التمويل المستدام، ما يوفر للمشاركين تجربة شاملة.