اخر الاخبارمعلومات عامة

مطر الطاير: الابتكار بالتخطيط الحضري يعزز الاستدامة في مدن المستقبل

أكد معالي مطر الطاير المفوض العام لمسار البنية التحتية والتخطيط وجودة الحياة رئيس اللجنة العليا للتخطيط الحضري في إمارة دبـي، أن تعزيز الاستدامة وجودة الحياة في المدن، أصبح أحد المواضيع الرئيسة على أجندة السياسيين وصنّاع القـرار، وذلك في ظل التحديات الاستراتيجية التي تواجهها المدن العالمية الكبرى، من معدلات النمو الكبيـرة فـي تعداد السكان، والزحف الحضري والتمدد العمراني الأفقي، والثورة التكنولوجية المتـسـارعة، إضافة إلى التغير المناخـي على المستوى العالمي، مؤكداً الحاجة لإعداد النظم والخطط والمشـاريع لخدمة الإنسـان.

جاء ذلك خلال كلمته في الجلسة الرئيسة في القمة العالمية للحكومات 2023، بعنوان: “التخطيط الحضري لتعزيز جودة الحياة”.

وقال معاليه: دبي بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله”، استشرفت التحديات التي تواجه المدن، حيث أطلق سموه عام 2021 “خطة دبـي الحضرية 2040 “، وهي خطة تحولية استراتيجية ومرنة، غايتها جعل دبـي “المدينة الأفضل للحيـاة فـي العالم”، وترسم الخطة خريطة مستقبلية متكاملة للتنمية العمرانية المستدامة بالإمارة، محورها رفاهية الإنسان والارتقاء بجودة الحياة وتعزيز التنافسية العالمية للإمارة.

وأشار معاليه إلى أن “دبي 2040″، تهدف إلى توفير خيارات تنقل مستدامة ومرنة تساهم في تسهيل الحركة، فمن المخطط أن يسكن 55٪ من سكان دبـي ضمن مسافة 800 متر أو أقل من محطات النقل الجماعي، كما تهدف إلـى تعزيز الفرص الاستثمارية من خلال زيادة مساحة الأنشطة الاقتصادية إلى 168 كم مربع، وتعزيز وجذب السياحة وذلك بمضاعفة مساحة الأنشطة الفندقية والسياحية بنسبة 134%، ومضاعفة المساحات الخضراء والترفيهية بنسبة 105%، وزيادة المساحات المخصصة للشواطئ العامة بنسبة 400%. 

المراكز الحضرية
وأضاف: وفقاً للخطة جرى تحديد 5 مراكز حضرية، هي: المركز التاريخي للمدينة في ديرة وبر دبـي، والمركز الاقتصادي والمالي في منطقة برج خليفة والخليج التجاري، ومركز السياحة والترفيه في منطقة مرسى دبي وجميرا بيتش ريزيدنس، والمركز الرابع هو بوابة عالمية للمعارض والفعاليات في منطقة إكسبو 2020، والخامس مركز المعرفة والابتكار في منطقة واحة دبي للسيليكون، وتسعى الخطة إلى رفع الكثافة السكانية، وزيادة حجم التطوير والاستثمار فيها، لاستغلال البنية التحتية والخدمات الموجودة، لتوفير أكثر من 80% من احتياجات السكان ضمن 20 دقيقة أو أقـل مشياً بالأقدام أو باستخدام الدراجات الهوائية ووسائل التنقل المرنة، كما تستهدف الخطة المحافظة على 60% من إجمالي مساحة إمارة دبي محمياتٍ طبيعيةً ومناطقَ ريفيةً.

أفضل مدينة للحياة 
وقال معالي مطر الطاير: “إن خطة دبي الحضرية تحظى بدعم ومتابعة مستمرة القيادة الرشيدة، وجرى اعتماد خريطة طريق تضمن استدامة التنمية، تضمن وضع سياسة لاستدامة إسكان المواطنين، وخطط شاملة للمحافظة على المناطق الريفية، وتطوير قانون التخطيط الحضري لتنظيم العلاقة بين المطورين والمستثمرين والجهات الحكومية، وتبنّي نموذج مرن لحوكمة قطاع التخطيط الحضري يضمن التوازن بين التنمية المستدامة والاستغلال الأمثل للأراضي والمشاريع”، مشيراً إلى أن العمل يجري حالياً على تطوير استراتيجية شاملة لجودة الحياة فـي إمارة دبـي، بهدف تطوير نموذج دبـي لجودة الحياة، وتعزيز جاذبيتها كأفضل مدينة للحياة فـي العالم، وتتضمن ثلاثة مستويات هي الأفراد والمجتمع والمدينة، ويشارك في وضع هذه الاستراتيجية 17 جهة، كما أجري استبيانٌ شمل مختلف فئات المجتمع، شارك فيه أكثر من 12 ألف شخص لرصد احتياجاتهم وتطلعاتهم.

عناصر التخطيط الحضري 
واستعرض معالي المفوض العام لمسار البنية التحتية والتخطيط العمراني وجودة الحياة، دور التخطيط الحضري في تعزيز جودة الحياة، وخبرة دبي في هذا المجال، موضحاً أهم 4 عناصر في التخطيط الحضري، وهي: أولاً تخطيط استعمالات الأراضي، بما يحقق التوازن بين الأنشطة الاقتصادية والتجارية والسكنية والترفيهية، ثانيًا البنية التحتية والتنقل، حيث ينبغي تعزيز التكامل بين المناطق والاستغلال الأمثل للبنية التحتية ووسائل التنقل، لتلبية احتياجات المجتمع، فعلى سبيل المثال، 79% من سكان مدينة ڤانكوڤر الكَنَدية، يمكنهم الوصول للخدمات الأساسية خلال 15 دقيقة مشيًا على الأقدام.

عام الاستدامة
وقال: العنصر الثالث، هو البيئة والاستدامة، حيث ينبغي العمل على تقليل البصمة الكربونية، وتبني حلول مستدامة للمحافظة على موارد الأجيال القادمة، مشيراً إلى أن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله”، اعتمد عام 2023، عاماً للاستدامة، وتستضيف الدولة في نوفمبر المقبل، مؤتمر التغير المناخي “COP 28” في مدينة إكسبو في دبي، أما العنصر الرابع في التخطيط الحضري، فهو المرونة والابتكار، وذلك من خلال تبني سياسات مرنة وتطوير مرافق وخدمات المدينة بشكل مستمر، والاستفادة من الأنماط الجديدة مثل التنقل ذاتي القيـادة، فعلى سبيل المثل تهدف دبي إلى تحويل 25% من الرحلات لتكون ذاتية القيادة بحلول عام 2030، وسيشهد نهاية العام الجاري تشغيل 10 مركبات أجرة ذاتية القيادة بالتعاون مع شركة جنرال موتورز كروز الأمريكية.

تجارب مميزة
واستشهد معالي مطر الطاير خلال كلمته ببعض التجارب المميزة للمدن التي وظفت التخطيط الحضري لتعزيز جودة حياة السكان، حيث نجحت برشلونة التي شهدت تحولات عديدة عبر مئات السنين، وواجهت تحديات كبيرة نتيجة لزيادة عدد السكان، في تنفيذ خطة حضرية تحوّلية جديدة، هدفها زيادة المساحات العامة والخضراء، وتصميم الأحياء بطريقة توفر احتياجات سكانها الأساسية، وتدعم حركة المشاة والدراجات الهوائية، بما يسهم في تقليل الازدحامات بنسبة 20%، فيما اعتمدت مدينة سنغافورة خطة حضرية دقيقة، روعي فيها الاستخدام الأمثل للمساحات المحددة، فعلى الرغم من الكثافة السكانية العالية التي تصل إلى 8 آلاف نسمة لكل كيلومتر مربع، فهي تتصدر مؤشرات التنافسية العالمية فـي جودة الحياة.

الدروس المستفادة 
واختتم الطاير كلمته باستعراض الدروس المستفادة من تجربة دبي، وحددها في أهمية أن يكون الإنسان المحور الأساسي، للخطط والاستراتيجيات، وتحديد الأولويات، ومواءمتها مع الاحتياجات الحالية والمستقبلية، لضمان استدامة الموارد، والتركيز على “الحوكمة” كإطار تنظيمي يضمن نجاح تنفيذ الخطط وتحقيق مستهدفاتها، ومن الدروس أيضا، تحقيق التكامل في الخدمات، وتوفيرها في جميع المناطق، لتحقيق السعادة للمجتمع وتقليل الحاجة للتنقل، وتوظيف التقنيات المتقدمة، مثل تطبيقات الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة، لرفع كفاءة تخطيط المدينة ودعم اتخاذ القـرار، والمراجعة الدورية لخطط القطاعات، لضمان المواءمة والمرونة والتكيف مع المتغيرات، موضحاً أن المدن الناجحة ليست وليدة الصدفة، وإنما هي نتاج لتخطيط ممنهج وتنفيذ فعّال وتطوير مستمر.

 

مطر الطاير: الابتكار بالتخطيط الحضري يعزز الاستدامة في مدن المستقبل

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock