اخر الاخبارالمال والاعمال

مستقبل التوظيف: الحوسبة والرعاية الصحية في المقدمة

تثور توقعات بأن عصر الذكاء الاصطناعي التوليدي سيشهد شيوعاً لفقدان الكثيرين لوظائفهم. بطبيعة الحال ستكون وتيرة جنوب الارتياب والخوف الشديد في ذروتها بين المهنيين المهرة.

لذلك، نجد كتاب السيناريو في هوليوود يخوضون إضراباً من أجل حمايتهم من الذكاء الاصطناعي. كما عبر نصف الرؤساء التنفيذيين في الولايات المتحدة، وفقاً لاستطلاع رأي أجرته منصة إدكس التعليمية edX، التي أنشئت بالتعاون بين معهد ماساتشوستس للتقنية وجامعة هارفارد، عن مخاوفهم من أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يحل محل معظم، إن لم يكن، كل الوظائف التي يقومون بها.

التاريخ، من جانبه، يقول لنا إن التقنيات الجديدة غالباً ما تقود إلى خلق الوظائف الجديدة. والبطالة ترتبط في الغالب بالدورات الاقتصادية وليس

بالإنجازات التكنولوجية الجديدة، وذلك طبقاً للعمل الذي قام به دويتشه بنك الذي يعود إلى خمسينات القرن الثامن عشر.

وبموازاة ذلك، تذهب توقعات الكثير من الشركات التي شملها مسح أجرّاه المنتدى الاقتصادي العالمي إلى أن الذكاء الاصطناعي يقود إلى ارتفاع مستويات التوظيف في قطاعاتها بدلاً من التسبب في انحسار الوظائف. ومن القطاعات المتوقع نموها بقوة: اختصاصيو الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي، وخبراء الأمن السيبراني. وعموماً، يسهل أحياناً الاستخفاف بقدرة البشرية على استحداث طرق جديدة تنهمك فيها وتفرّغ فيها طاقتها.

إن ثورة تكنولوجيا المعلومات الآن في عقدها الثالث، فيما تبقى معدلات البطالة قريبة من أدنى مستوياتها التاريخية. لكن في كل الأحوال يجب الاتفاق على أن التكنولوجيا تُحدث قفزة نوعية في أنواع الوظائف المطروحة على الساحة؛ ويمكن للذكاء الاصطناعي أن يعطي الكثير من الزخم لهذه القفزات.

كما تتوقع شركة ماكنزي أن تسير وتيرة تغيير الوظائف في العقد الحالي بشكل أسرع من المتوسط، وأن يحول نحو 12 مليون شخص وظائفهم ومجالات عملهم بحلول عام 2030.

والآن نجد أنفسنا أمام تساؤل لا يمكن إغفاله، في أي مجالات ستكمن وظائف المستقبل؟ وهنا ترجح كفة الميزان بقوة لصالح التقنية والرعاية الصحية، وهو ما برهنته البيانات الخاصة بإنجلترا وويلز حيث كان أكبر عدد

من الوظائف التي تم خلقها في السنوات الست حتى عام 2021 من نصيب قطاع الرعاية الصحية، فارتفاع معدلات الشيخوخة بين السكان يعني بالضرورة أن وظائف كثيرة في المستشفيات ودور رعاية المسنين وغيرها من المهن التابعة للقطاع الصحي، كانت ضمن قائمة القطاعات العشرة الأسرع في وتيرة النمو. ومن المتوقع استمرار هذا النسق الديموغرافي في المستقبل.

وفي الولايات المتحدة، يتوقع مكتب إحصاءات العمل الأمريكي أن يستحوذ قطاعا الرعاية الصحية والمساعدة الاجتماعية حوالي %45 من جميع الوظائف الجديدة المتوقعة حتى 2023.

ومع ارتفاع الطلب على وسائل الترفيه، يزداد عدد الوظائف المتاحة في المطاعم والمقاهي، ويتولد معها أزمة في عملية التوظيف. كذلك، فإن التغير في الطريقة التي يتسوق بها الناس والتحول المستمر إلى التسوق الإلكتروني يفضي إلى انخفاض في الوظائف بقطاع البيع بالتجزئة، ولكنه في المقابل يؤدي إلى نمو بأنشطة التخزين والنقل البري، وهما قطاعان حلا أيضاً بين القطاعات العشرة الأسرع نمواً في خلق الوظائف في إنجلترا وويلز.

ولن يكون الذكاء الاصطناعي وحده الذي يتوقع أن يوفر الكثير من فرص العمل الجديدة خلال العقد المقبل، إذ يتوقع المنتدى الاقتصادي العالمي تحقيق المزيد من الوظائف في قطاعات تحليلات البيانات الضخمة والتقنية البيئية وتطورات التقنية الحيوية. لذا ينبغي على كل طالب وظيفة حصر نطاق البحث، والتركيز على المجالات الواعدة التي تستشرف المستقبل، وهي: الحوسبة، والرعاية الصحية، والطاقة النظيفة.

مستقبل التوظيف: الحوسبة والرعاية الصحية في المقدمة

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock