اخر الاخبارالمال والاعمال

مجموعات النفط بتكساس الهدف الأبرز في سباق الاندماجات والاستحواذات

وسط طوفان الاندماج الذي يجتاح صناعة النفط والغاز عالمياً، برزت تحت دائرة الضوء ثلاث شركات نفط بعيدة عن الأضواء مملوكة لعائلات في تكساس. وتُعد «ميوبورن أويل» و«إنديفور إنرجي» و«كراون روك» أكبر شركات خاصة لإنتاج النفط بحوض برميان في كل من تكساس ونيومكسيكو، وهي المحرك الذي يقود قاطرة صناعة النفط في الولايات المتحدة.

ولقد صارت هذه الشركات الثلاث أهدافاً رئيسة للاستحواذ، في خضم بحث كبرى شركات إنتاج النفط العامة عن خيارات تعزز بها قوتها الإنتاجية. وقال ماثيو بيرنستين، المحلل لدى «ريستاد إنرجي» الاستشارية: «تقع هذه الشركات إلى حد كبير ضمن فئة خاصة حينما يتعلق الأمر بحجم عملياتها».

وقاومت «ميوبورن» و«إنديفور» و«كراون روك»، وهي شركات عائلية شديدة التماسك أسست من الصفر على أيدي حفارين مغامرين ومضاربين على مر عقود، عروض البيع التي تلقتها حتى اليوم، ولكن تغير الوضع كثيراً، في ظل صفقتين ضخمتين في الشهر الماضي لشركتي «إكسون موبيل» و«شيفرون»، أكبر شركات النفط الأمريكية، واندفاع المشغلين الأكبر لاقتناص موارد آخذة في التضاؤل ومراكمة مخزون يتيح لهم ضخ الخام عقوداً مقبلة.

وقال أندرو ديتمار، المحلل لدى «إنفيروس»: «تمثل هذه الشركات إرثاً عائلياً، وتعد من بين الفرص الأخيرة ضمن الشركات الخاصة لشراء مخزون عالي الجودة على نطاق واسع في حوض برميان. ومن شأن أي بيع لأي منها اجتذاب اهتمام عدة شركات عامة من كبار المنتجين».

وتُعد «ميوبورن» شركة التنقيب الخاصة الأكثر نشاطاً في حوض برميان، وواحدة من الأكثر نشاطاً بصفة عامة. ومع امتلاكها 19 حفاراً على الأرض حتى نهاية الأسبوع الماضي، لا يتخطاها في حجم الأعمال سوى شركتي «أوكسيدنتال بتروليوم» و«بيونير ناتشورال ريسورسز».

وأسست الشركة في سنة 1965 على يد كيرتيس ميوبورن الذي توفي العام الماضي، والذي لطالما أصر على أن الشركة ليست معروضة للبيع، وأفاد أحد المراقبين للشركة من كثب: «لا يمكن لأحد خوض نقاش عقلاني معهم»، وأردف: «الأمر شبيه بحلم المصرفي الذي لم يتحقق قط». وأكدت عائلة ميوبورن، التي لا تزال تسيطر على الشركة، أن وفاة رب العائلة لا يغير موقفها، ولكن يعتقد بعضهم بأن الموقف قد يتغير.

وذكر مسؤول تنفيذي سبق له العمل من قرب مع الشركة: «أشعر بأنهم ربما لا يتطلعون إلى الاندماج مع أحد، ولكن لا أحد يعلم، فقد فقدت العائلة أباها العام الماضي». وأضاف: «قد يكون الأمر ممكناً، وسيكون شراء كبيراً». وفي الأعوام الأخيرة، كانت «ميوبورن» واحداً من أكبر المساهمين في الإنتاج المتزايد للنفط الأمريكي، والذي بلغ مستوى قياسياً جديداً في أغسطس، وفاق الذروة المُسجلة قبل الجائحة.

وفي حين أن الشركات العامة المشغلة تبنت نهجاً أكثر حذراً في حفر آبار جديدة، في ظل وقوعها تحت ضغوط إعادة النقد للمساهمين، فإن «ريستاد» أشارت إلى أن «ميوبورن» زادت إنتاجها في حوض برميان من 129,000 برميل من النفط المكافئ في أوائل سنة 2019 إلى 371,000 برميل في أغسطس.

ولفت كين ويتس، الرئيس التنفيذي لشركة «ميوبورن» في مقابلة بالفيديو مع «هارت إينرجي» النشرة الرقمية وناشرة مجلة عن صناعة النفط: «يتطلب الأمر قدراً من الشجاعة لكي يكون لديك سلوك متناقض لما هو شائع حولك»، وتابع: «أفضل وقت لحفر الآبار حينما تكون التكاليف منخفضة»، وقد رفضت الشركة طلب إجراء مقابلة.

الهدف الثمين التالي شركة «إنديفور»، التي يملكها أوتري ستيفنز، وهو متخصص في قطاع النفط وتقليدي وواحد من أكثر الأشخاص ثراءً في الولاية فتُقدّر ثروته اليوم بـ14.8 مليار دولار، بحسب قائمة «فوربس» للمليارديرات. وستيفنز، وهو حفار مغامر وعصامي، بدأ عمله باستخدام منصة حفر منفردة في سنة 1979، وانتعشت أعمال «إنديفور» في سنة 2000، وصارت واحدة من الشركات المشغلة الخاصة الرائدة في الولايات المتحدة.

وقال ستيفنز في لقاء له مع طلاب في جامعة تكساس بأوستن: «تغلبت على افتقاري إلى الكفاءة الهندسية بأن كنت متحفزاً للغاية وخلّاقاً ومغامراً». وأعلنت «ريستاد» ضخ «إنديفور» 391,000 برميل نفط مكافئ في حوض برميان بأغسطس، ما وضعها على قدم المساواة مع «ميوبورن» في التنافس في لقب أكبر شركة أمريكية في القطاع الخاص خارج ألاسكا. وكما كان الحال مع «ميوبورن»، وعلى النقيض من الكثير من الشركات العامة، فقد عززت الشركة إنتاجها بقوة منذ الجائحة، ومثلما فعلت «ميوبورن»، تبسط «إنديفور» سيطرتها على مساحات شاسعة لم تُستكشف بعد، ما جعلها هدفاً رئيساً للاندماج.

وقال ماثيو بيرنستين: «هذه الشركات، وخاصة ميوبورن وإنديفور، تتمتع بمخزونات هائلة، ولذلك، فقد أصبحت أصولاً جاذبة للغاية لأي شركة تتطلع إلى التوسع ومنافسة تشيفرون وإكسون».

وبرز اسم «إنديفور» على نحو متقطع في الأسواق على مدى أعوام، جاذبة اهتماماً كبيراً من شركات ترغب في شرائها منذ سنة 2018، ولكن لم تتقدم أي منها بعرض مغرٍ بما يكفي لإرضاء ستيفنز.

واعتاد ستيفنز تجنب الظهور الإعلامي، ولكنه صار معروفاً في شتى أنحاء الولايات المتحدة في سنة 2008، باحتسابه نجماً لسلسلة وثائقية واقعية باسم «ذهب أسود» عن عمال حفر يعملون على تشغيل منصة «بيغ دوغ» الخاصة بالشركة، ورفضت «إنديفور» طلباً للمقابلة، وصرح ناطق بلسانها: «ستيفنز وفريقه يفضلون الابتعاد عن الأضواء».

الشركة الثالثة البارزة «كراون روك»، التي يقودها تيم دان، كبير المسؤولين الماليين السابق لدى «باركر آند بارسلي»، التي صارت تُعرف في ما بعد باسم «بايونير». اكتسب دان شهرة على المستوى الوطني بكونه مانحاً محافظاً، يضخ مبالغ كبيرة من الأموال في حملات الحزب الجمهوري في العقود الماضية. و«كراون روك» شركة تابعة لـ«كراون كويست»، التي أسسها دان في سنة 2006 وتشغّل مجموعة من الآبار. ونشأت الشركة من مشروع مشترك بين «كراون كويست» وشركة «لايم روك» للأسهم الخاصة في سنة 2007.

وفي حين أنها لم تكن محركاً كبيراً للنمو مقارنة بشركتي «إنديفور» و«ميوبورن» في الأعوام الأخيرة، فإن «كراون روك» نمت مع ذلك على نحو بالغ فتنتج قرابة 226,000 برميل نفط مكافئ في حوض برميان.

وقال أشخاص مطلعون إن الشركة تنظر في بيع. وذكر مصرفي على صلة غير مباشرة بالمفاوضات: «إنها من الأصول الكبيرة وعالية الجودة، وأتوقع أن ينظر الكثير من المشترين في مسالة شرائها».

ويعد دان منتقداً شرساً للتدخل الحكومي، وشن هجوماً على واشنطن لأنها «تدس أنفها» في القرارات اليومية للأمريكيين بهدف مراكمة سلطة تجعلها المسيطرة على الأمور كافة، وبذلك تجعل أغلب الأمريكيين عبيداً افتراضيين وخداماً بالسخرة لمصلحة ملك جبار هو واشنطن دي سي، ولم تستجب الشركة لطلب إجراء مقابلة.

لقد أطلقت إكسون وشيفرون إشارة انطلاق سباق الاندماجات، ومنذ ذلك الحين انصبت كل الأعين على الجهة التي ستبرم الصفقة التالية، ويرى منظمو صفقات أن مشغلين مثل «كونوكو فيلبس» و«أوكسيدنتال» و«ديفون» قد يكونون من بين الشركات التي يُرجح عقدها هذه الصفقات.

وفي ما يتعلق بـ«ميوبورن» و«إنديفور» و«كراون روك»، فقد لفت منظمو الصفقات إلى ترجيحهم ألا تكف الهواتف عند هذه الشركات عن الرنين المستمر في الأشهر المقبلة. وقال راؤول ليبلانك، المحلل لدى «إس آند بي غلوبال»: «أعتقد أن هذه الشركات تمثل أفضل فرصة لتعزيز المخزون عن طريق صفقة مع شركة خاصة»، متابعاً: «الخيارات محدودة للغاية، وهذه الشركات الثلاث هي الأفضل».

مجموعات النفط بتكساس الهدف الأبرز في سباق الاندماجات والاستحواذات

المصدر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock