اخر الاخبارالمال والاعمال

لعبة «رويال ماتش» تزيح «كاندي كراش» عن العرش بمتاجر التطبيقات

ft

نجحت لعبة الألغاز «رويال ماتش»، التي طورها فريق صغير في إسطنبول، في تجاوز «كاندي كراش ساغا» من إنتاج «مايكروسوفت»، باعتبارها لعبة الهاتف الأكثر ربحية في العالم، متفوقة على ألعاب أخرى للهواتف الذكية خلال 12 شهراً اتسمت بضعف الأداء في أروقة الصناعة.

وأصبحت «رويال ماتش» أكبر لعبة على الهاتف، قياساً بالإيرادات الشهرية العالمية في يوليو، واحتفظت بالصدارة منذ ذلك الحين، بحسب «داتا دوت إيه آي» التي تعمل على تتبع إنفاق المستهلكين على متجري «أبل» و«أندرويد» للتطبيقات. وأطلقت «دريم غيمز» اللعبة كأول أعمالها في 2021، وبلغت قيمة الشركة التركية الناشئة 2.75 مليار دولار في أوائل العام الماضي.

كانت «كاندي كراش ساغا»، التي طورتها شركة «كينغ، واحدة من أكثر الألعاب شهرة على أي منصة لأكثر من عقد، محققة إيرادات تراكمية تخطت 20 مليار دولار هذا العام. والآن، وبعدما أصبحت جزءاً من «مايكروسوفت»، بعد استحواذ الأخيرة على «أكتيفيجن بليزارد»، قضت «كاندي كراش» ستة أشهر فقط خارج قائمة أفضل 10 ألعاب للهاتف تحقيقاً للإيرادات منذ إطلاقها أواخر 2012، بحسب بيانات «داتا دوت إيه آي».

قال سونير أيديمير، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة «دريم غيمز»، إن إنفاق المستهلكين على «رويال ماتش» ازداد بأكثر من الضعف خلال العام المنتهي في أكتوبر، مما عزز إجمالي الإيرادات السنوية للعبة (قبل دفع رسوم متجر التطبيقات) إلى ملياري دولار.

وقال صانعون ومستثمرون، إن «رويال ماتش» نمت بقوة في سنة أخرى كانت مليئة بالتحديات لألعاب الهاتف المحمول، بفضل تركيز اللعبة على الجودة وجاذبيتها للسوق العامة، في قطاع غالباً ما يشهد إطلاق مشروعات مربحة قصيرة الأجل على متجري «أبل» و«غوغل» للتطبيقات من حفنة من المطورين ذوي الميزانيات الضئيلة. وأوضح أيديمير قائلاً: «نؤمن حقاً بأن الجودة هي أفضل خطة للعمل».

وتتوقع «داتا دوت إيه آي» انخفاض سوق ألعاب الهاتف المحمول عالمياً بقرابة %3 هذا العام، بما في ذلك في الصين، ما سيجعل «رويال ماتش» بجانب «مونوبولي غو» التي طورتها «سكوبلي»، قصص نجاح نادرة جديدة. وقالت ليكسي سيدو، رئيسة قسم الرؤى لدى «داتا دوت إيه آي»: «لقد حظيت اللعبتان بعام مثير للإعجاب حقاً».

و«رويال ماتش» لعبة ألغاز تقوم على تجميع ثلاث مطابقات، عادة ما تنطوي على خلق صف مكون من ثلاث أيقونات لإفراغ أرضية اللعب. وصارت هذه النوعية من الألعاب، أكثر الألعاب العادية شيوعاً، منذ انتشارها بسبب لعبة «بيجيويلد» في أوائل العقد الأول من القرن الواحد والعشرين.

ورغم ظهور مقلدين عدة لهذا النوع من الألعاب، لكن «كاندي كراش ساغا» جاءت لتهيمن على سوق ألعاب ألغاز تجميع الثلاث مطابقات، وحلت الأولى على متاجر تطبيقات الهواتف لقرابة 127 شهراً متتالياً، من حيث إنفاق المستهلكين، وفقاً لبيانات «داتا دوت إيه آي»، أو حتى هذا الصيف على الأقل.

أوضح أيديمير أن لاعبيه أكثر ولاءً واستعداداً لإنفاق المزيد على عناصر داخل اللعبة، مقارنة بأي لعبة ألغاز أخرى، منوهاً بأن أكثر من %90 من مستخدمي «رويال ماتش» الذين شغلوا اللعبة لعام يمضون قدماً في مواصلة لعبها لعام ثانٍ.

وأرجعت سيدو جزءاً من نجاح «رويال ماتش» إلى جاذبيتها للسوق العامة، وسهولة تعلم عنصر اللغز واحتواء اللعبة على قصة براقة ومرحة، تجتذب قطاعاً واسعاً من الجمهور، مقارنة بألعاب المقاتلين الخياليين أو ألعاب الكازينو، التي عادة ما تهيمن على بيانات الإيرادات.

ومع بلوغ عدد المستخدمين النشطين نحو 55 مليوناً شهرياً، نجحت اللعبة في إقناع اللاعبين بإنفاق المزيد في المتوسط مقارنة بالجمهور الأكبر كثيراً الذي تحظى به «كاندي كراش» والبالغ 160 مليون مستخدم تقريباً، بحسب بيانات «داتا دوت إيه آي».

ويأمل مستثمرو «دريم غيمز» في استمرار صمودها على عرش «كاندي كراش» في مواجهة مطالبين آخرين بالعرش، مثل لعبتي «غاردن سكيبس» و«هوم سكيبس»، اللتين طورتهما «بلايريكس»، والتي فاقت لعبة شركة «كينغ» في المبيعات لأشهر قليلة خلال 2020.

وقال روب موفات، من أوائل المستثمرين في «دريم غيمز» مع «بالدرتون كابيتال»، وهي شركة رأس مال مغامر تتخذ من لندن مقراً لها: «الكثير من ألعاب الهاتف مصابة بخلل ما، أو رسومها لا تتسم بالجودة، لكن رويال ماتش تجربة ثرية وفاخرة»، وتابع: «ليس ثمة شيء يتعطل، مع أسلوب فني واضح ونقي حقاً. إنهم يفكرون في كل التفاصيل».

واستثمرت «دريم غيمز» بقوة في الإعلان، لاجتذاب لاعبين جدد وإغراء القدامى الذين توقفوا عن لعبها، في وقت واجه فيه الكثير من مطوري ألعاب الهاتف صعوبة في التعاطي مع تغير سياسات الخصوصية الخاصة بـ «أبل»، التي أعاقت استهداف الإعلانات لـ «الحيتان»، أو الذين كانوا ينفقون كثيراً خلال الأعوام القليلة الماضية. وقالت سيدو: «أمامنا هذه الفكرة، وهي أنه ربما يكون التصرف الأذكى هو التوسع كثيراً، حينما يكون أمامك مناخ يصعب فيه أن تجد حيتانك».

وخلال العام المقبل، تعتزم «دريم غيمز» الاستفادة من نجاحها، بإطلاق لعبة تالية تدعى «رويال كينغدم»، يأمل أيديمير أن «توسع قصة وعالم» الشخصية الأساسية لدى «دريم»، وهي الملك روبرت. وتخضع «رويال كينغدم»، التي تقدم شقيق الملك روبرت، ويدعى ريتشارد، للتجربة في المملكة المتحدة وأسواق أخرى مختارة. وقال أيديمير: «ما نركز عليه مختلف قليلاً عن منافسينا»، وأوضح قائلاً: «نركز على بناء ملكية فكرية وشخصيات وعالم، من خلال منتج بارع الصنع، لإنتاج لعبة ذات جودة عالية تحظى بجاذبية واسعة على المدى الطويل».

وأشار داني ريمر، الشريك لدى «إندكس فنتشرز» للاستثمار، وهو واحد من أعضاء مجلس الإدارة، إلى رغبة «دريم غيمز» في تفادي أن تكون «محققة لنجاح كبير واحد فقط»، وذكر: «إنهم يتوقعون لانقسهم إنجاز الكثير».

وتأسست الشركة الناشئة في 2009 على أيدي مسؤولين تنفيذيين سابقين لدى «بيك غيمز»، وهي مطورة تطبيقات هاتف تركية أخرى، استحوذت عليها منافستها الأمريكية «زينغا» في 2020. أما «دريم غيمز»، التي توظف 200 شخص حالياً وتحقق أرباحاً كبيرة، فقد انضم إليها أخيراً إد كاتمول، الشريك المؤسس لرائدة الرسوم المتحركة الرقمية «بيكسار»، مستشاراً استراتيجياً.

وقال كاتمول، الذي اجتاز 5.000 مستوى في اللعبة بحسب أيديمير: «لقد أذهلني، عندما بدأت لعب رويال ماتش للمرة الأولى، من الانتباه غير الاعتيادي لجودة الصور في اللعبة».

وأيديمير هو واحد من المعجبين بـ «بيكسار» وشركتها الأم، «والت ديزني»؛ لإنتاجهما ومبادئهما التنظيمية، وشاهد فيلم «الأسد الملك» الموسيقي خمس مرات، وعرض «فروزين» المسرحي مرتين.

ولدى «دريم غيمز» صالة عرض سينمائي تتسع لـ 25 مقعداً في مكتبها بإسطنبول، حيث يشاهد كل الموظفين، بما في ذلك مهندسو البرمجيات، الأفلام، ثم يقضون ساعات بعد ذلك في تحليل ما يجعلها توصف بأنها جيدة أو سيئة. وقال أيديمير: «هذا من شأنه بناء ثقافة إبداعية في الشركة»، وأضاف: «نشغل أيضاً ألعاباً سيئة للغاية، لفهم السبب وراء كونها غير جيدة بما يكفي».

كلمات دالة:
  • FT

لعبة «رويال ماتش» تزيح «كاندي كراش» عن العرش بمتاجر التطبيقات

المصدر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock