اخر الاخبارالمال والاعمال

«كانتري غاردن» عملاق العقارات الصينية على شفا الانهيار

الملياديرة يانغ هويان تخسر 29 مليار دولار في عامين

الشركة تتوقع خسائر تتجاوز 6 مليارات في النصف الأول

 

هبطت أسهم شركة العقارات العملاقة «كانتري غاردن» الإثنين بعدما فاتتها مدفوعات سندات وتحدثت عن خسائر تقدّر بمليارات الدولارات، ما يفاقم المخاوف حيال قطاع العقارات الصيني المثقل بالديون.

وتراجع سعر سهم الشركة الصينية بأكثر من 17% في التداولات في بورصة هونغ كونغ.

وأُدرجت شركة العقارات العملاقة الخاصة في قائمة «فوربس» لأكبر 500 شركة في العالم. وكانت رئيستها الملياديرة يانغ هويان حتى وقت قريب واحدة من أغنى النساء في آسيا.

وقالت يانغ في بيان الجمعة «نواجه صعاباً تعد الكبرى منذ تأسيسنا»، مضيفة «نؤمن بشدة بأن قطاع العقارات سيعود في نهاية المطاف إلى مسار النمو الصحي والثابت بعد مروره في مرحلة التغييرات العميقة هذه».

وخسرت يانغ (وهي في مطلع الأربيعنيات وأصبحت مليارديرة بعدما ورثت الحصص من والدها في 2005 بعد عقدين على تأسيسه الشركة) نحو 29 مليار دولار في عامين، وفق تصنيف بلومبرغ لأصحاب المليارات، وباتت ثروتها تقدر بـ5,3 مليارات دولار.

وفي مسعى لدعمها، ضخت وعائلتها مبلغاً في الشركة يعادل 4.9 مليارات دولار من الأموال الشخصية، بحسب المجموعة.

لطالما عدّت الشركة قوية مالياً ولكنها فشلت الإثنين الماضي في تسديد دفعتي سندات وبعد فترة سماح مدتها 30 يوماً، تواجه الشركة خطر التخلف عن السداد في سبتمبر إذا بقيت غير قادرة على الدفع.

وأعلنت «كانتري غاردن» نهاية الأسبوع بأنها ستعلّق تداول سنداتها الداخلية من الإثنين، في قرار يرجّح بأن يثير قلق الأسواق فيما تفيد الشركة بأن قيمة دينوها بلغت نحو 1,15 تريليون يوان (159 مليار دولار) في أواخر سنة 2022.

ورفعت التزاماتها الإضافية تقديرات أخرى لدينها الإجمالي إلى نحو 1,4 تريليون يوان (193 مليار دولار)، بحسب بلومبرغ.

ومن شأن أي انهيار لـ«كانتري غاردن» أن يحمل تداعيات كارثية على النظام المالي والاقتصاد الصيني، كما هي الحال بالنسبة لمنافستها المثقلة بالديون «إيفرغراند».

 

ضغط سيولة

تتفاقم الضغوط على الشركة نظراً إلى أنه يتوقع أن تُستحق سندات تابعة لها بقيمة 21 مليار يوان (2,47 مليار دولار) في سنة 2024، بحسب وكالة «موديز» للتصنيف الائتماني التي خفضت تصنيفها الخميس الماضي إلى «Caa2» الذي يعني «أخطاراً ائتمانية عالية جداً».

وأعلنت المجموعة مطلع الشهر الجاري أنها تتوقع أن تبلغ خسائرها في النصف الأول من العام ما بين 45 ملياراً و55 مليار يوان (نحو 6.2 مليارات إلى 7.65 مليارات دولار).

وأكدت الشركة في إعلان نشرته بورصة هونغ كونغ «نظراً إلى تدهور المبيعات وبيئة إعادة التمويل، فإن الأموال المتاحة في خزائن الشركة تنخفض بشكل متواصل، ما يؤدي إلى ضغط سيولة على مراحل».

وأدت إصلاحات في قطاع المسكن الصيني أواخر تسعينيات القرن الماضي إلى ازدهار قطاع العقارات، وهو أمر أسهمت فيه التقاليد الاجتماعية التي تعد امتلاك عقار شرطاً للزواج.

ولكن بكين باتت في السنوات الأخيرة تعد الديون الضخمة المتراكمة على كبرى شركات القطاع مصدر خطر غير مقبول بالنسبة لنظام الدولة المالي وسلامتها الاقتصادية بالمجمل.

وفي مسعى لتخفيف مديونية القطاع، شددت السلطات منذ سنة 2020 بشكل تدريجي شروط حصول المطورين على القروض، ما أدى إلى تجفيف مصادر تمويل الشركات المديونة أساساً.

أعقب ذلك إعلان عدة شركات، ولا سيما «إيفرغراند»، تخلفها عن السداد، ما قوّض ثقة المستثمرين وانعكس سلباً على القطاع.

ويأتي انهيار القطاع الذي كان مزدهراً في الماضي على وقع تباطؤ اقتصادي عام في الصين.

وتعد «كانتري غاردن» على وجه الخصوص عرضة للطلب الضعيف بسبب تركيزها على المشروعات منخفضة السعر في سوق العقارات إذ تطلق مشروعات طموحة في مدن ثانوية حيث تتدنى القدرة الشرائية.

«كانتري غاردن» عملاق العقارات الصينية على شفا الانهيار

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock