فن وترفيه

قصة حب سليمان نجيب ووداد حمدي

من منا لم يستمتع بالأداء الراقي للفنان الكبير سليمان نجيب، ابن الأديب المصري مصطفى نجيب، وابن أخت أحمد زيور باشا، أحد رؤساء الحكومات المصرية، الذي أنعم عليه الملك فاروق بالباكوية واختاره مديراً للأوبرا الملكية، وعمل قبل ذلك في وزارة الأوقاف ووزارة العدل وشغل منصب سفير المملكة المصرية في إسطنبول.

عرف عن نجيب، المولود سنة 1892، أنه كان عازفاً عن الزواج طوال حياته، فتوفي سنة 1955 دون زوجة أو ذرية. وقد كشف عن سر ذلك في أحد حواراته الصحافية القديمة، فقال ما مفاده أنه لم يتزوج كي لا يفقد حريته وعشقه للسهر، خصوصاً وأن سهراته كانت تبدأ مع بداية الليل وتستمر حتى ساعات النهار الأولى، ناهيك عن أن منصبه مديراً للأوبرا كان يحتم عليه مخالطة أهل الفن كل مساء ابتداءً من التاسعة مساء.

وقد سجل عنه قوله ذات مرة: «أنا بطبعي أقدس الحياة الزوجية وحقوق الزوجة، لذا لم أكن واثقاً أنني سأكون زوجاً يحترم حقوق الزوجية وأنا في حالة دائمة من السهر خارج المنزل»، مضيفاً: «من هي الساذجة العمياء الصماء التي ستقبل بزوج يعود لها كل يوم مع شروق الصباح».

لكن المخرج كمال عطية روى أن «نجيب» أحب الفنانة وداد حمدي، وكادا يرتبطان، لكنهما لم يفعلا لأسباب غير معروفة. ففي عام 2002، كتب عطية ذكرياته مع بعض المشاهير الذين تعامل معهم، ومن ضمنهم النجمة الكوميدية الشهيرة وداد حمدي، المولودة بكفر الشيخ في يوليو 1924، والمتوفاة بالقاهرة قتلاً في مارس 1994 على يد الريجيسير «متى باسليوس» (حكم عليه بالإعدام شنقاً وتم تنفيذ الحكم).

حيث روى أنه تحدث معها عام 1947 بجمعية أنصار التمثيل والسينما، حينما ذهب لمقابلة سليمان نجيب، الذي كان وقتها رئيساً للجمعية، وأنه لاحظ إعجاب نجيب بها ومتابعته لها في تنقلاتها من مكان إلى آخر، قبل أن يكتشف وجود علاقة إعجاب وحب متبادل بين الطرفين، بل علم من بعض أعضاء الجمعية أن تلك العلاقة الغرامية تحولت إلى ما يشبه الخطوبة تمهيداً للزواج.

وتساءل عطية عن السر في هيام نجيب بوداد حمدي، فقال: «أين يكمن الجمال في هذه الشابة.. هل هو في ابتسامتها المشاغبة، أم في عينيها الضاحكتين، أم في شفتيها الجذابتين، أم في حركتها وجسدها بديع التكوين؟»، ليجيب: لا هذا ولا ذاك، وإنما في خفة دمها التي هي هبة من خالقها، وهذا تحديداً ما لم يستطع نجيب مقاومته، خصوصاً وأنه عاشق لخفة الدم وكاره للنكد وثقل الظل.

ومما كتبه عطية في مذكراته المنشورة أن سليمان نجيب لم يكن تلك الشخصية التي تستغل منصبها لمآربه الخاصة، فلم يستخدم مثلاً منصبه كرئيس لجمعية أنصار التمثيل والسينما في إغراء وداد حمدي أو أي فنانة أخرى أو الضغط عليهن من أجل إقامة علاقة ما، بل كان، على العكس من ذلك «شريفاً عفيف النفس»، لذا أحبته وداد حمدي كما أحبها هو، فكان هذا أول حب عرف عنهما.

ويقال إن وداد حمدي، صاحبة الستمائة فيلم، تزوجت في حياتها ثلاث مرات من فنانين، الأولى من الموسيقار محمد الموجي، والثانية من الممثل محمد الطوخي، والثالثة من النجم صلاح قابيل، غير أن الفنان عمرو قابيل نفى زواج والده من وداد، وأكد أنها شائعة لا صحة لها. كذلك فعلت الدكتورة غنوة الموجي في حوار صحافي، حيث أكدت أن زواج والدها من وداد مجرد شائعة متداولة، لذا فإن الثابت والمؤكد هو زواجها فقط من الممثل محمد الطوخي، والد الفنانة إيمان الطوخي.

وطبقاً لما نشرته صحيفة «مصراوي» في 3 يوليو 2022، فإن وداد حمدي التي اشتهرت سينمائياً بأدوار الخادمة، كانت على علاقة وثيقة بالفنانة هدى سلطان، زوجة فريد شوقي، وأنه بسبب هذه العلاقة أغرم بها شقيق شوقي، ونشأت بينهما قصة حب، لكن أهله رفضوا ارتباطهما. وبينت وداد في حوار تلفزيوني نادر لها مع الفنانة صفاء أبو السعود أن أهل شوقي قالوا «إزاي تتزوج اللي بتطلع خدامة هدى سلطان».

قصة حب سليمان نجيب ووداد حمدي

المصدر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock