اخر الاخبارالمال والاعمال

عمالقة التكنولوجيا يستثمرون مليارات الدولارات بالسعة السحابية لدعم الذكاء الاصطناعي

ft

تبدو شركات أمازون ومايكروسوفت وألفابت، الشركة الأم لغوغل، عازمة بقوة على زيادة الإنفاق الرأسمالي، حيث تقوم أكبر مجموعات الحوسبة السحابية في العالم بزيادة طاقاتها لخدمة نمو الذكاء الاصطناعي التوليدي. وقامت مجموعات التكنولوجيا الكبرى، التي تهيمن معاً على السوق السحابية في العالم، بتعزيز الاستثمار في البنية التحتية للحوسبة على مدى السنوات القليلة الماضية.

ارتفع الإنفاق الرأسمالي لهذه الشركات مجتمعة إلى 42 مليار دولار في الأشهر الثلاثة حتى سبتمبر، أي بزيادة بنحو 20 % عن نفس الفترة من عام 2021. وهذا الرقم يمثل ارتفاعاً كبيراً، يصل إلى 10 % في الربع الأول المنتهي في يونيو. ويشمل النفقات الرأسمالية للشركات التي أفصحت عنها كل من ألفابت ومايكروسوفت وأمازون، في ما يخص الاستثمار في المنشآت والمعدات. ويتوقع المحللون أن تتسارع وتيرة الإنفاق المرتبط بالسحابة في العام المقبل.

وقال مسؤولون تنفيذيون في هذه الشركات، خلال الشهر الفائت، إن جانباً كبيراً من الإنفاق الرأسمالي يتجه لأنظمة الذكاء الاصطناعي التوليدية، التي تتطلب كميات هائلة من القوة الحاسوبية ومعالجة البيانات. وتوقع آندي جاسي الرئيس التنفيذي لشركة أمازون، أن يحقق الذكاء الاصطناعي التوليدي إيرادات تقدر بعشرات المليارات، لذلك يتنافس عمالقة التكنولوجيا الثلاثة على زيادة حصصهم من السوق السحابية، وهو القطاع الذي يقود أرباح أمازون الإجمالية على وجه الخصوص، ويتعين على هذه الشركات أن تظل قادرة على المنافسة في مجال الذكاء الاصطناعي للاحتفاظ بعملائها. كما يريد كل منها كسب عملاء جدد، من خلال مجموعة من أدوات وخدمات الذكاء الاصطناعي المتطورة، واستخدام التكنولوجيا لتعزيز المنتجات الأساسية الأخرى.

ومن جانبه، قال جيف بيرسون المدير الإداري في شركة «سلالوم» للاستشارات التكنولوجية، إنه يتعين على المنافسين التركيز على الذكاء الاصطناعي التوليدي، وإلا سيفقدون مكانتهم وحصصهم السوقية، وسيتطلب ذلك قدراً هائلاً من الإنفاق الرأسمالية، على الأجهزة مثل الخوادم ومراكز البيانات.

ويتوقع محللو بنك أوف أمريكا، أن ترتفع النفقات الرأسمالية المجمعة المرتبطة بالسحابة في أمازون وألفابت ومايكروسوفت، بنسبة متسارعة، تصل إلى 22 % العام المقبل، لتبلغ 116 مليار دولار، كما رفعوا توقعاتهم لعام 2023 من صفر نمو إلى 14 %. وأشار البنك إلى أن الاستثمارات المجمعة للشركات زادت العام الماضي بنسبة 20 % عن عام 2021، لتصل إلى 84 مليار دولار. وعلق جاستن بوست، محلل بنك أوف أمريكا، قائلاً إن مايكروسوفت تعمل على «تكثيف» الاستثمار بأسرع وتيرة، لدعم «زيادة في أعمال الذكاء الاصطناعي» وأعمالها السحابية الأوسع. وأضاف أن الشركات الثلاث تستثمر مقدماً حتى قبل الإيرادات المستقبلية.

وتشمل بيانات الاستثمار ربع السنوية لشركة أمازون، أصولاً لأعمال التجزئة، والتي استثمرت فيها بكثافة خلال فترة الوباء. وقال محللون إن انخفاض استثمارات أمازون في الربع الثالث، مقارنة بالعام الماضي، يعكس تراجعاً في الإنفاق على التجارة الإلكترونية. وأعلنت أمازون في أكتوبر أن إنفاقها الرأسمالي على التجزئة سينخفض هذا العام، فيما سترتفع استثماراتها المرتبطة بالسحابة.

وتحت وطأة الحاجة إلى كميات هائلة من القدرة الحاسوبية المكلفة، لتطوير الذكاء الاصطناعي التوليدي، بحثت شركات الذكاء الاصطناعي الناشئة عن شراكات مع مجموعات التكنولوجيا الكبرى، وبالفعل، أخذت مايكروسوفت زمام المبادرة في وقت مبكر، ووقعت صفقة حصرية مع شركة «أوبن إيه آي» الناشئة، والتي تسعى الآن للوصول بقيمتها إلى 86 مليار دولار. ويمنح هذا الارتباط لعملاء مايكروسوفت، إمكانية الوصول إلى التكنولوجيا التي يقوم عليها تشات جي بي تي. وأصبحت مايكروسوفت هذا الشهر، أول شركة في القطاع تجعل تكنولوجيا تشات جي بي تي متاحة كميزة قياسية في أحد منتجات البرمجيات المستخدمة على نطاق واسع، مع إطلاق مساعدها للذكاء الاصطناعي «كوبايلوت»، وستضيف هذه الترقية ما يصل إلى 83 % إلى الفاتورة الشهرية للبرمجيات للشركات المختلفة.

وقالت «مايكروسوفت» إن الطلب المرتبط بالذكاء الاصطناعي، قدم دعماً قوياً غير متوقع لنمو السحابة في الربع الأخير. وكانت شركتا ألفابيت وأمازون، أكثر غموضاً في ما أعلنتاه من تقارير الأرباح حول تأثير استثمارهما في الذكاء الاصطناعي. وقال تشارلز فيتزجيرالد، المستثمر الملائكي والمدير التنفيذي السابق لشركة مايكروسوفت، إن أياً من الشركات الثلاث لا يتمتع «بمزايا فريدة من حيث النفقات الرأسمالية»، فالجميع لديهم الكثير من المال في الميزانية العمومية، والجميع ملتزمون بالسعي للريادة في عصر الذكاء الاصطناعي، لذلك، سوف ينفقون كل ما يجب إنفاقه.

وحذر المحللون من أن التركيز على تنمية الأعمال كثيفة رأس المال، يمكن أن يؤدي إلى تقليص هوامش الربح، حيث قال ستيفان سلوينسكي، المحلل في بنك بي إن بي باريبا، إن المستويات المرتفعة من النفقات الرأسمالية لن تظهر على الفور، ولكنها قد تكون «رياحاً معاكسة» لهوامش الأرباح بمرور الوقت، وتؤثر أيضاً في التدفق النقدي. وأعلنت شركة ألفابت في أكتوبر، أنها ملتزمة بإعادة هندسة نظام التكاليف، من أجل إيجاد السبل لتمويل الاستثمارات المتعلقة بالذكاء الاصطناعي. وقالت مايكروسوفت كذلك، إن هوامش الأرباح «قد تنخفض»، نتيجة للاستثمارات في السحابة والذكاء الاصطناعي.

كلمات دالة:
  • FT

عمالقة التكنولوجيا يستثمرون مليارات الدولارات بالسعة السحابية لدعم الذكاء الاصطناعي

المصدر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock