اخر الاخبارمعلومات عامة

«طوفان الأقصى» يجتاح الواقع المفروض.. فهل يُفلح العالم في إيقافه؟

لم تعش إسرائيل يوماً كما «السبت الدامي» منذ عقود، أفاق مواطنوها على سيل الصواريخ القادمة من قطاع غزّة، ودوي صفارات الإنذار الآتي من كل صوب، وأصوات الرصاص تصمّ الآذان في غير مكان من «مستوطنات الغلاف»، عسقلان وأسدود وسديروت كيسوفيم وزيكيم وغيرها الكثير.

على حين غرة تسلّل المقاتلون الفلسطينيون إلى المستوطنات براً وبحراً وجواً، مستهدفين عشرات المواقع والثكنات والقواعد العسكرية، في تحرّك نادر وغير مسبوق فاجأ الإسرائيليين شعباً وحكومة، وبث الارتباك والفوضى في أرجائها، كلّفها قتلى فاق عددهم حتى الساعة 350 بين عسكري ومدني، إضافة إلى آلاف المصابين، وعدد أسرى ورهائن لا يزال مجهولاً.

لم تمتص إسرائيل الصدمة وتستوعب هول الفجأة على الفور، باغتها الذهول حينها رأت أمام أعينها وهي بين التصديق ونقيضه، عسكرييها بين قتيل وجريح وأسير، ومواطنيها بين هارب ومن قضى أو اقتيد إلى داخل حدود القطاع رهينة، فلما أفاقت وزال عنها بعض الهول أعلنت أنها الحرب.

اجتاح «طوفان الأقصى» إسرائيل خلال ساعات، آلاف الصواريخ ومظليون يهبطون من السماء، وسياج حدودي لم يصمد أمام المقتحمين ممن توغلوا وسيطروا على معابر حدودية وقواعد عسكرية، بل ومستوطنات في العمق الإسرائيلي.

لم يجد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، توصيفاً لما يجري غير «الحرب» بكل ما تحمله من معانٍ ومآلات بدأت الطائرات رسم خيطوها في سماء غزّة غارات على القطاع أو مواقع مختارة منه أسفرت عن مقتل مئات الفلسطينيين.

هي الحرب وما تزال رحاها تدور في القطاع وعديد مستوطنات تشهد اشتباكات بين الجيش الإسرائيلي الساعي للقضاء على ما تبقى فيها مسلحين، واستعادة السيطرة ومعها زمام المبادرة، ومسلحين فلسطينيين ما يزال بعضهم داخل العمق الإسرائيلي يقاتل.

حذّر نتنياهو مما سماها حرباً طويلة وصعبة توشك إسرائيل على الانتهاء من أولى مراحلها على حد قوله، واعتزامه إجلاء جميع السكان من محيط القطاع خلال 24 ساعة، متوعّداً حركة حماس بإحالة مخابئها ركاماً وأثراً بعد عين.

«طوفان الأقصى» و«السيوف الحديدية»، عمليتان عسكريتان في الميدان تنشد كلاهما النصر وفرض الغلبة، فيما يبحث الإقليم والعالم عن مخرج يوقف الحرب ويحتوي التصعيد، ففيما تجري واشنطن التي أعلنت كامل الدعم لإسرائيل، محادثات مع مصر، تنخرط القاهرة في مشاورات مع السعودية والأردن لتحقيق الهدف ذاته. 

ولعل اللافت في تطوّرات الملف والمشهد المشتعل، ما شهدته مزارع شبعا من إطلاق حزب الله صواريخ باتجاه مواقع إسرائيلية، ما يفتح أبواب الاحتمالات أمام اتساع رقعة المواجهات في مشهد غامض وملتبس ما من أحد قادر على التنبؤ بتداعياته وعواقبه.

«طوفان الأقصى» يجتاح الواقع المفروض.. فهل يُفلح العالم في إيقافه؟

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock