اخر الاخبارالمال والاعمال

ضربة قوية لأسهم الطاقة المتجددة بسبب ارتفاع أسعار الفائدة

شهدت أسهم شركات الطاقة المتجددة عمليات بيع حادة في الأشهر الأخيرة، ما أدى إلى ضعف كبير بأدائها مقارنةً بشركات الوقود الأحفوري، ذلك أن القطاع يعاني من تأثير ارتفاع أسعار الفائدة والعقود التي أبرمت بأسعار غير ملائمة.

وانخفض مؤشر ستاندرد آند بورز العالمي للطاقة النظيفة، والذي يضم 100 من أكبر الشركات في مجال الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وغيرها من الشركات المرتبطة بمجال الطاقة المتجددة، بنسبة 20.2 % خلال الشهرين الماضيين، ما يؤذن بتسجيل أسوأ أداء سنوي له منذ عام 2013، وفي المقابل، ارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 للطاقة، والذي تغلب عليه أسهم النفط والغاز بنسبة 6 %.

وتأتي هذه التراجعات رغم إنفاق عشرات المليارات من الدولارات في صورة إعفاءات ضريبية وإعانات وقروض من الحكومات لشركات الطاقة الخضراء في الولايات المتحدة وأوروبا، ويسلط ذلك الضوء على حجم العبء والضغوط على الأداء المالي لهذه الشركات.

وقد وافق العديد من الشركات على عقود طويلة الأجل بأسعار محددة مسبقاً لبيع الطاقة، قبل البدء في المشروعات محل التعاقد، ثم تلقت بعد ذلك المزيد من الضربات بسبب الارتفاع الهائل في التكاليف مع ارتفاع معدلات التضخم العالمي، في حين تسببت أسعار الفائدة المرتفعة في زيادة خدمة الدين بمستويات كبيرة.

وقال مارتن فراندسن، وهو مدير محفظة أعمال في شركة بريميير لإدارة الأصول، إن «هناك سحابة سوداء تخيم على الأسهم الخضراء، فقبل عامين شهدنا زيادة هائلة في الالتزامات المقررة للوصول إلى الحياد الكربوني (صافي الانبعاثات الصفرية)، وهو ما تُرجم إلى الكثير من الفرص الاستثمارية. غير أننا تعرضنا لاحقاً لموجة التضخم الحالية وأصبحت الشركات التي قامت بتثبيت أسعار الكهرباء معرضة لخطر شديد، وتظهر الآن التأثيرات السلبية للتأخر».

وتعد أسهم الشركات المتخصصة في الطاقة الشمسية وتوربينات الرياح من بين الأكثر تضرراً، فقد أعلنت شركة فاتنفول السويدية لتطوير توربينات الرياح في يوليو أن تكاليفها قد ارتفعت بنسبة 40 %، بينما انخفضت أسهم الشركة الكورية «سي إس ويند» بنسبة 28 % منذ بداية أغسطس، في حين أعلنت شركة «نكست إيرا إنرجي» المتخصصة في توليد طاقة الرياح والطاقة الشمسية ومقرها الولايات المتحدة عن خفض توقعاتها للنمو للسنوات الثلاث المقبلة. وصرح جون كيتشوم، الرئيس التنفيذي للشركة قائلاً: «من الواضح أن السياسة النقدية المتشددة وأسعار الفائدة المرتفعة تؤثران على التمويل اللازم لزيادة توزيعات الأرباح على المساهمين بنسبة 12 %».

وقد تكبدت شركة فيستاس المصنعة للتوربينات خسارة قدرها 130 مليون يورو في الربع الثاني، كما صارت الأمور أكثر تعقيداً بالنسبة لشركة التطوير الدنماركية أورستد في ضوء مخاطر تقليل الإعفاءات الضريبية والتأخيرات التي تؤثر على الشركات الأمريكية المصنعة لأساسات التوربينات، الأمر الذي أدى إلى تراجع أسهم أورستد بنحو 30 % منذ أواخر أغسطس.

ويقدر المحللون في بنك يو بي إس أن الحساسية تجاه أسعار الفائدة المرتفعة يمكن أن تكلف أورستد ما بين 5 – 10 مليارات كرونة دنماركية (ما بين 709 ملايين – 1,42 مليار دولار). ويرى بعض المتداولين بالأسواق أن نماذج أعمال شركات الطاقة المتجددة لا تتناسب مع عالم يتسم بالتضخم المرتفع وزيادة أسعار الفائدة.

وعلق ديفيد سوكار، مدير محفظة الأعمال في شركة فونتوبل لإدارة الأصول: «الأمر الأكثر أهمية هنا هو أن الكثير من هذه الشركات كانت محبطة في ربحيتها، ولدعم نمو متسارع تحتاج هذه الشركات إلى الاستمرار في تعزيز ميزانياتها أو إصدار أسهم جديدة. وقد كانت هذه المعادلة ناجحة عندما كان معدل الفائدة صفراً، لكنها تفشل في حالة ارتفاع المعدل».

وقال رينو سالور، مسؤول التداول السابق في شركة سوروس لإدارة الصناديق، والذي يرأس حالياً شركة أناكوندا إنفست، ويمارس البيع على المكشوف لأسهم طاقة الرياح في شركتي فيستاس وأورستد (أي الرهان على سعر أقل للسهم): «إن العقود الموقعة لأنشطة طاقة الرياح البحرية ستتسبب في خسائر فادحة لفترة طويلة حتى تدرك الحكومات المختلفة أنها بحاجة إلى تقديم ما بين 80 – 100 دولار لكل ميجاوات في الساعة، وليس 30 – 40 دولاراً».

وقد حذر مصنّعو وحدات الطاقة الشمسية الأوروبية الشهر الماضي من أن طوفاناً من البدائل الصينية الرخيصة قد يؤدي إلى إخراج الشركات المحلية من السوق.

وقالت فيونا مانينج، مديرة محفظة الأسواق الناشئة في شركة بريميير ميتون: «لقد تفاقمت الاختلالات الكبيرة في التوازن بين العرض والطلب خلال العام الماضي أو قرابته»، ومع ذلك، فإن المصنعين الصينيين، الذين يهيمنون على سلسلة توريد الطاقة الشمسية، يتكبدون خسائر فادحة في أسعار أسهمهم، بعد أن وقعوا في فخ عمليات البيع في أسواق الأسهم هذا العام.

ومنذ يناير، انخفضت شركات مؤشر ستاندرد آند بورز العالمي للطاقة النظيفة، سنجرو باور سبلاي، وجيه ايه سولار تكنولوجي، ورايزين إنيرجي، بنحو 32 %، و33 %، و44 % على التوالي، كما تم تداول الشركات المتوسطة في قطاع تصنيع الألواح الشمسية العالمية بقيمة مؤسسية إلى الأرباح قبل الفوائد والضرائب والإهلاك والإطفاء تبلغ حوالي 9 أضعاف، وذلك وفقاً لتقارير بلومبيرج إن إي إف، وهذا أقل من معدل العام الماضي الذي بلغ حوالي 16 ضعفاً.

ورغم ذلك، قال سالور، رئيس أناكوندا، إنه لم يعد يقوم بالبيع على المكشوف في شركات الطاقة الشمسية وإنه قد اشترى بعض الأسهم في هذا القطاع، وعلق بأنه يعتقد أن الجزء الأكبر من التخفيض المدمر للقيمة قد انتهى.

ضربة قوية لأسهم الطاقة المتجددة بسبب ارتفاع أسعار الفائدة

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock