صندوق النقد يدعو البنوك المركزية إلى مواصلة الحذر لحين السيطرة على معدلات التضخم

دعت المدير العام لصندوق النقد الدولي كريستالينا جورجيفا، البنوك المركزية في العالم إلى مواصلة الحذر لحين السيطرة بإحكام على معدلات التضخم فيما ألمح الصندوق إلى عقبات أمام إعادة هيكلة ديون الاقتصادات المتعثرة.

وقالت جورجيفا في مقابلة مع تلفزيون بلومبرغ على هامش اجتماعات وزراء مالية ومحافظي الدول الأعضاء بمجموعة العشرين لكبرى الاقتصادات العالمية، في بنجالور بالهند: «أود أن أكون واضحة بشأن عدم تراجع التضخم إلى المعدل المستهدف بسرعة كافية… يتعين على البنوك المركزية مواصلة المسار حتى نشعر بالراحة بعودة استقرار الأسعار».

وفي الوقت الذي بدأ فيه عدد من البنوك المركزية تخفيف السياسات، تظل معدلات التضخم في أنحاء العالم دون تغيير. وفي ظل عملية إعادة الفتح في الصين، بوتيرة تجاوزت التوقعات، تأمل جورجيفا في أن يواصل الاستهلاك المحلي دوره كمحرك للنمو في العالم، مع قليل من خطر حدوث مزيد من التضخم.

وأشارت بلومبرغ إلى ارتفاع مؤشر الاستهلاك الشخصي في الولايات المتحدة 5.4 % خلال يناير الماضي، مقارنة بنفس الشهر من 2021، وسجل معدل التضخم الأساسي 4.7 %، مما يمثل ارتفاعاً بعد شهور من التراجع.

أما في أوروبا، فمن المتوقع أن يظل التضخم الأساسي عند معدله القياسي بواقع 5.3 %، في حين ظل المعدل ثابتاً في أجزاء من آسيا، بينها الهند. ودعت جورجيفا السلطات المعنية عدم التخلي عن الحذر حيث إن استقرار الأسعار أمر حيوي للمستثمرين وللمستهلكين، لمواصلة الإنفاق، وهو ما يمثل أساس النمو الاقتصادي.

عملات مشفّرة

إلى ذلك، قالت كريستالينا جورجيفا إن هناك بعض الخلافات بشأن إعادة هيكلة الديون للاقتصادات المتعثرة، مضيفة أن حظر العملات المشفرة الخاصة يجب أن يكون ضمن الخيارات. وحثت الصين، أكبر الدائنين في العالم في المعاملات الثنائية، دول مجموعة العشرين على إجراء تحليل عادل وموضوعي ومتعمق لأسباب مشكلات الديون العالمية مع تزايد الصخب لمطالبة المقرضين بخفض كبير للقروض أو قبول خسائر.

وقالت جورجيفا للصحافيين بعد الاجتماع التي شاركت في رئاسته مع وزيرة المالية الهندية نيرمالا سيتارامان «فيما يتعلق بإعادة هيكلة الديون… لا تزال هناك بعض الخلافات. نجري الآن محادثات حول مائدة مستديرة لبحث مسألة الديون السيادية العالمية مع مراعاة جميع الدائنين من القطاعين العام والخاص».

وتابعت «انتهينا للتو من جلسة كان من الواضح فيها أن هناك التزاماً بتجاوز الخلافات من أجل صالح الدول».