اخر الاخبارالمال والاعمال

«شل»: قرار بايدن يزعزع الثقة بصناعة الغاز المسال

ft

انتقاد قرار الإدارة الأمريكية بإيقاف الموافقات على إنشاء محطات تصدير الغاز المسال

انتقد كبار المسؤولين التنفيذيين في صناعة النفط قرار الرئيس الأمريكي جو بايدن بوقف الموافقات على إنشاء محطات جديدة لتصدير الغاز الطبيعي المسال، وحذر الرئيس التنفيذي لشركة شل من أن هذه الخطوة تزعزع الثقة بالصناعة، التي باتت إحدى ركائز نظام الطاقة العالمي. وتراهن شركة الطاقة الأوروبية الكبرى – وهي أكبر شركة مصدرة للغاز المسال بعد شركة قطر للطاقة – بقوة على الطلب على الغاز، حيث تتوقع استمرار النمو حتى مع انخفاض استهلاك أنواع الوقود الأحفوري الأخرى.

وخلال مقابلة معه، قال الرئيس التنفيذي لشركة شل، وائل صوان: «لا أعتقد أن الإعلان الأخير للإدارة الأمريكية سيؤثر بالضرورة في إمدادات الغاز المسال على المديين القصير أو المتوسط، لكنني أعتقد أنه يضعف الثقة على المدى الطويل».

وخلال الأشهر الأخيرة، دخلت شركة شل في نزاع مع شركة فينشر جلوبال للغاز الطبيعي المسال ومقرها الولايات المتحدة، مدعية أنها ترفض الالتزام بعقد توريد بمليارات الدولارات.

وبدأت الشركة، إلى جانب شركة «بي بي» البريطانية، إجراءات التحكيم ضد الشركة في شهر سبتمبر، في حين نفت شركة «فينشر غلوبال» هذه المزاعم.

وأضاف صوان: «يأتي قرار بايدن ليضاف لسلوك شركة فينشر جلوبال في عدم احترام العقود مع المشترين الأساسيين، وأعتقد أن كل ذلك يسهم في إثارة المزيد من الأسئلة حول مدى استقرار وأمن الغاز المسال القادم من الولايات المتحدة».

كما انتقدت القرار المديرة المالية لشركة إكسون موبيل، كاثي ميكيلز، وقالت إنه قد يضر بالجهود الرامية إلى فطم الدول بعيداً عن الفحم. وقالت لصحيفة فاينانشيال تايمز: «يعني ذلك أن كمية قليلة من الغاز الطبيعي الذي تنتجه الولايات المتحدة ستكون متوفرة لاستبدال الفحم في جميع أنحاء العالم، وهذا بالتأكيد أمر سيئ».

وتعمل شركة إكسون موبيل على بناء محطة للغاز المسال بقيمة 10 مليارات دولار بولاية تكساس، وتتوقع أن تصبح جاهزة للعمل في عام 2025، وقد حصلت بالفعل على التصاريح اللازمة.

وأعلن المدير المالي لشركة شيفرون، بيير بريبر، موقف شركته المتمثل في أن سياسات الطاقة لا يتعين أن تكون مسألة سياسية. وقال لصحيفة فاينانشيال تايمز: «إن العالم بحاجة إلى طاقة أكثر نظافة وموثوقية وبأسعار معقولة».

وأضاف: «تعود صادرات الغاز المسال الأمريكية بالنفع على هذا البلد؛ لأنها تخلق فرص عمل، وتساعد الميزان التجاري.. وهي أمر جيد بالنسبة لحلفائنا الذين يبحثون عن مصادر الطاقة.. كما أنها مفيدة للبيئة كذلك؛ لأن الغاز المسال في الغالب سيحل محل الفحم». في حين لا تمتلك شركة شيفرون بنية تحتية للغاز المسال في الولايات المتحدة، فإن لديها اتفاقات لشراء الإمدادات من محطات من المقرر تشغيلها في السنوات المقبلة، ويشمل ذلك محطة «سي بي 2» التابعة لشركة فينشر جلوبال، والتي لم تحصل على الموافقات بعد. يُفسر قرار إيقاف الموافقات لإنشاء محطات تصدير الغاز المسال مؤقتاً على أنه محاولة من إدارة الرئيس بادين لكسب تأييد الناخبين المهتمين بالمناخ في عام الانتخابات، حيث يجادلون بأن المحطات التي تبلغ قيمتها مليارات الدولارات ستبقي الاعتماد على الوقود الأحفوري لعقود من الزمن.

وأصبحت أوروبا – تحديداً – تعتمد على الغاز المسال الأمريكي بدرجة كبيرة حيث يحل محل الغاز الروسي المنقول عبر الأنابيب منذ أن نشبت الحرب الروسية الأوكرانية في عام 2022.

ويطلق الغاز المسال ثاني أكسيد الكربون عند حرقه، شأنه شأن أنواع الوقود الأحفوري الأخرى. وبالإضافة إلى ذلك، فإن غاز الميثان، وهو العنصر الرئيس للغاز الطبيعي، يعدّ من أكثر غازات الدفيئة تأثيراً عندما يتسرب إلى الغلاف الجوي مقارنة بثاني أكسيد الكربون.

ومع ذلك، ترى شركة شل وغيرها من الشركات المنتجة، أن الغاز المسال له دور يؤديه في تحول الطاقة، ويرجع السبب إلى أنه عند حرقه، ينتج نصف كمية ثاني أكسيد الكربون الناتجة عن الفحم لتوفير الكمية نفسها من الطاقة، وأقل بنسبة 30% من النفط.

وقال صوان: «لدينا اعتقاد راسخ بأن الطلب على الغاز المسال سيستمر في النمو.. وأنه يؤدي دوراً حاسماً في أمن الطاقة بعدة مناطق، مثل أوروبا وآسيا، كما أنه يخدم بشكل حاسم تحول الطاقة، لا سيّما أن دولاً مثل الصين والهند تستخدم الغاز لإزالة الكربون وإبعاد نفسها عن الفحم».

وتخطط شركة شل لاستثمار 4 مليارات دولار سنوياً في مشروعات الغاز المسال حتى عام 2025، ولزيادة حجم مبيعاتها بنسبة 20-30% بحلول عام 2030. وحقق قسم الغاز المتكامل التابع لها، والذي يهيمن عليه الغاز المسال، نصف أرباح شل البالغة 28.3 مليار دولار خلال العام الماضي.

ويرجع تاريخ تركيز الشركة على الوقود إلى بداية الصناعة، فقد قامت بشحن أول شحنة تجارية من الغاز المسال – كانت من الجزائر ومتجهة إلى المملكة المتحدة – في عام 1964. ولاحقاً، وفي ذلك العقد كان لها دور مهم في تطوير سوق الغاز المسال الآسيوية بصفتها شريكاً في مشروع بروناي للغاز المسال.x وقبل ذلك، كان الغاز يعدّ إلى حد كبير منتجاً ثانوياً غير مطلوب لإنتاج النفط، وعادة يتم حرقه في الموقع. وقال صوان إن صناعة الغاز المسال قائمة على «الموثوقية والتأمين على المدى الطويل»، وأي شيء يبدأبتقويض ذلك يلحق ضرراً بالأسواق العالمية.

كلمات دالة:
  • FT

«شل»: قرار بايدن يزعزع الثقة بصناعة الغاز المسال

المصدر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock