اخر الاخبارالمال والاعمال

جاكسون هول.. اجتماع سنوي يرسم ملامح الاقتصاد العالمي

تتصدر ندوة «جاكسون هول» العناوين في جميع أنحاء العالم، حيث تترقب خلالها الأسواق أي إشارات على أحداث متوقعة مستقبلاً، واتجاه النظام العالمي خلال الأيام المقبلة.

وينظم ندوة جاكسون هول الاقتصادية السنوية، الاحتياطي الفيدرالي في مدينة كانساس الأمريكية منذ عام 1978، ويتم عقدها في جاكسون هول منذ عام 1981.

وتركز الندوة كل عام على قضية اقتصادية مهمة تواجه الاقتصادات حول العالم، ومن بين المشاركين فيها محافظو بنوك مركزية حول العالم ووزراء مالية، بالإضافة إلى شخصيات أكاديمية ومالية واقتصادية بارزة من جميع أنحاء العالم.

هذا ويتابع المهتمون في الأسواق أعمال الندوة عن كثب، حيث من المحتمل أن تؤثر الملاحظات غير المتوقعة الصادرة عن جهات لها وزنها في المجال على أسواق الأسهم والعملات العالمية.

كواليس جاكسون هول

ندوة جاكسون هول الاقتصادية هي واحدة من أقدم المؤتمرات المصرفية المركزية في العالم. وتتمثل مهمة الندوة في تعزيز النقاش المفتوح بين الأشخاص البارزة في النظام المالي العالمي. ويتم اختيار الحضور بناءً على المحور الرئيسي للندوة كل عام، مع إيلاء اعتبار إضافي لخلق تنوع إقليمي بين الحضور.

هذا ويفرض الفيدرالي في كانساس سيتي رسومًا على الحضور لتغطية النفقات المرتبطة بالندوة، إذ يحضر نحو 120 شخصية عامة يمثلون مجموعة متنوعة من الخلفيات والصناعات، لكن حضور المشاركين محدود والتغطية الإعلامية مقتصرة على الجهات المدعوة فقط.

في كل عام، يقوم الفيدرالي في كانساس بتحديد موضوع معين للندوة ويختار مجموعة من الحاضرين بناءً على هذا الموضوع، إذ يكتب هؤلاء الخبراء ويقدمون الأبحاث المتعلقة بموضوع الندوة. وينشر البنك الأبحاث على الإنترنت، إلى جانب النصوص الكاملة للخطابات التي يتم إلقاؤها في الندوة.

لماذا يترقب العالم 

سيستمع المستثمرون عن كثب إلى أي مؤشرات تفسّر كيفية تفكير البنك المركزي الأمريكي تجاه وتيرة زيادة أسعار الفائدة، حيث تخرج الندوة دائماً بأهم التوصيات على مدار السنوات التي حدثت فيها أزمات اقتصادية ضربت دول العالم.

ومع اعتياد المستثمرين إعلان المسؤولين تصريحات قوية خلال تلك الاجتماعات، والتي تؤثر بشكل كبير في الأسواق، يتابع المستثمرون إجراءات الندوة عن كثب، حيث إن تعليقات وملاحظات المسؤولين من شأنها أن تؤثر في أوضاع السوق.

أبرز المحطات 

تستخدم ندوة «جاكسون هول» كمنصة للإعلان عن خطط السياسة النقدية في بعض البنوك المركزية.

ففي العام 1990، ركزت الندوة على «قضايا البنوك المركزية في الاقتصادات الناشئة عن الأسواق الناشئة»، وتحدث فيها ممثلون لثماني دول من الكتلة الشرقية عن التحديات المستقبلية. وشملت الدول الممثلة الاتحاد السوفييتي ويوغوسلافيا وبلغاريا وتشيكوسلوفاكيا.

وفي 2007- 2008، اعتبر بعض المدعوين للندوة موضوع «الإسكان وتمويل الإسكان والسياسة النقدية» مملًا. ومع ذلك، عندما انطلق الحدث في أغسطس، انهار سوق الإسكان، ما جعل الموضوع مناسباً وفي الوقت المناسب.

مع احتدام تداعيات الأزمة المالية في 2008، غادر رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي «بن برنانكي» وقائع المؤتمر الرسمية لمناقشة تطورات السوق مع مساعدين رئيسيين، بينهم نائب رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي، دونالد كوهن، ورئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك، ووزير الخزانة لاحقاً، تيموثي جيثنر.

قال «برنانكي» في مذكراته الصادرة في 2015 تلك عن الفترة: «حاولنا أن نظل غير واضحين من خلال مغادرة المؤتمر في أوقات مختلفة».

وفي خطابه الافتتاحي عام 2007، وضع «برنانكي» خفض أسعار الفائدة بشكل مباشر على الطاولة من خلال سرد الخسائر التي أحدثها ركود سوق المنازل على الاقتصاد، ومن خلال التأكيد على أهمية «الأسواق المالية التي تعمل بشكل جيد». خفض البنك المركزي أسعار الفائدة بمقدار نصف نقطة مئوية في الشهر التالي، الأول في سلسلة، دفعت أسعار الفائدة الاتحادية في النهاية إلى ما يقرب من الصفر.

وكان من بين أهم الاجتماعات في صيف العام 2012، حيث كانت تلميحات رئيس الاحتياطي آنذاك بن برنانكي، إلى استعداد الفيدرالي للقيام بدورة ثالثة من التيسير الكمي لتحفيز الاقتصاد، وبالفعل تم بعد شهر الإعلان عن ذلك.

قبلها بعامين، أعلن رئيس الاحتياطي خلال الاجتماع عن خطته في اتباع سياسة نقدية تيسيرية، وكان ذلك وقت الأزمة المالية العالمية، وكان من ضمن 5000 كلمة أدلى بها برنانكي في اجتماع 2010، يوجد 2000 كلمة حول مزيد من الخيارات نحو تخفيف السياسة النقدية.

وفي اجتماعات 2014، تحدث ماريو دراجي، رئيس الوزراء في الحكومة الإيطالية حالياً، رئيس البنك المركزي الأوروبي في حينه، عن عزم المركزي الأوروبي إغراق الأسواق في برنامج التيسير الكمي، وبالفعل، ارتفعت عوائد السندات الأمريكية والألمانية بمقدار من 20 إلى 30 نقطة، في الأسابيع التي تلت تلك التصريحات، لتستأنف بعد ذلك تراجعها الحاد بفعل برنامج شراء الأصول.

جاكسون هول.. اجتماع سنوي يرسم ملامح الاقتصاد العالمي

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock