توقعات بمواصلة الأسهم الأمريكية الارتفاعات القياسية

تشير توقعات المحللين إلى أن الأسهم الأمريكية ستواصل تسجيل مستويات قياسية جديدة بأكثر من مرة في سنة 2024.

ويرى توم لي محلل فندسترات Fundstrat أن سوق الأسهم الأمريكية سيواصل الارتفاع لأعلى مستوى على الإطلاق، قائلاً، إنه على الرغم من بعض عمليات جني الأرباح المستمرة في سوق الأسهم، حتى بعد تقرير الوظائف القوي عن فبراير، فإن هناك 3 عوامل تدعم الاتجاه الصعودي للأسهم.

وأضاف، في تصريحات لشبكة «سي إن بي سي»: تسجل المؤشرات الأمريكية مكاسب قياسية بدعم من ارتفاع أسهم التكنولوجيا بسبب طفرة الذكاء الاصطناعي، ووسط آمال أن يبدأ الفدرالي الأمريكي خفض الفائدة في منتصف العام الجاري.

وعدد الأسباب قائلاً: أولاً استعداد الفدرالي الأمريكي لخفض الفائدة في وقت لاحق من العام الجاري، وثانياً نتائج الأعمال القوية، أما ثالثاً فهو نقص سلوك المخاطرة من جانب المستثمرين.

وشدد المحلل لدى فندسترات على أنه في الوقت الذي تواصل فيه أرباح الشركات الارتفاع، فإن التقييمات لا تبدو مبالغاً فيها، بما يوفر المزيد من الاتجاه الصعودي أمام أسعار الأسهم، كما أشار إلى أن المستثمرين لا يظهرون سلوك المخاطرة الذي غالباً ما يتزامن مع ذروة دورات السوق.

وحققت بورصة وول ستريت مستويات قياسية هذا العام بفضل الارتفاع المستمر في أسهم شركة إنفيديا التي تسيطر على 80 في المئة من سوق رقائق الذكاء الاصطناعي المتطورة.

وتقف المؤشرات الرئيسة عند مستويات جيدة مرتفعة، إذ حقق مؤشر «إس آند بي 500» نحو 17 ارتفاعاً في آخر 19 أسبوعاً، وذلك أول مرة منذ الستينيات، ويتماسك فوق مستوى 5,123 نقطة، فيما يقف مؤشر داو جونز عند مستوى 38,722 نقطة، ومؤشر ناسداك عند مستوى 16,085 نقطة.

شركات التكنولوجيا

من جهة أخرى، تقف إنفيديا في أعقاب شركة أبل لتنتزع منها مكانتها ثاني أكبر شركة في العالم من ناحية القيمة، مع استمرار تعطش المستثمرين للشركة المصنعة لأشباه الموصلات التي تعمل رقائقها على تشغيل أدوات الذكاء الاصطناعي الشهيرة مثل روبوت الدردشة (تشات جي. بي. تي).

وأدت القفزة المذهلة التي حفزها الذكاء الاصطناعي في أسهم إنفيديا إلى ارتفاع قيمة الشركة من تريليون دولار إلى أكثر من تريليوني دولار في تسعة أشهر فقط، لتتخطى في طريقها أمازون وألفابت، الشركة الأم لغوغل، وأرامكو السعودية.

وتبلغ القيمة السوقية لشركة إنفيديا نحو 2.38 تريليون دولار، متخلفة عن أبل بنحو 230 مليار دولار وعن مايكروسوفت بنحو 645 مليار دولار.

وتفوقت شركتا إنفيديا التي ارتفعت قيمتها 95 في المئة وميتا بلاتفورمز التي ارتفعت قيمتها 46.6 في المئة على نظرائهما وسط ما يعرف باسم «العظماء السبعة»، ما يسلط الضوء على شهية لا ترتوي للمستثمرين من كل شيء يتعلق بالذكاء الاصطناعي.

وقال ريتشارد ميكلر الشريك لدى تشيري لين إنفستمنتس بولاية نيوجيرزي «ارتفاع إنفيديا يمثل انعكاساً للأسس القوية جداً التي يقوم عليها نموذجها الاقتصادي الحالي».

وتراجعت شركة أبل التي تعاني تراجع مبيعاتها من أجهزة آيفون في يناير عن مكانتها كونها كبرى الشركات الأمريكية من ناحية القيمة لمصلحة شركة مايكروسوفت أول مرة منذ سنة 2021.

وفي الأسابيع القليلة الماضية، حلت إنفيديا محل شركة تسلا بعدما أصبحت أسهم شركة الرقائق المتطورة هي الأكثر تداولاً في وول ستريت من ناحية القيمة.

إعادة الشراء

يتوقع بنك جولدمان ساكس أن تتجاوز عمليات إعادة شراء الأسهم الأمريكية مستويات تريليون دولار لأول مرة في 2025، بدعم من النمو القوي للأرباح في شركات التكنولوجيا والأوضاع المالية الأقل تشدداً، مع تطلع الفيدرالي الأمريكي إلى خفض الفائدة.

وقال البنك إنه من المتوقع نمو عملية إعادة شراء الأسهم لدى شركات مؤشر ستاندر آند بورز 500 بنحو 16% إلى 1.08 تريليون دولار في العام المقبل، بعد زيادة متوقعة بنسبة 13% إلى 925 مليار دولار في العام الجاري.

ووفقاً لمحللي الأسهم الأمريكية لدى جولدمان ساكس، فإن نمو الأرباح هو المحرك الرئيسي لعمليات إعادة شراء الأسهم على مستوى المؤشر. وعادة ما تتجه الشركات لإعادة شراء أسهمها عندما تشعر بالثقة بشأن المستقبل، وعندما ترى أن أسعار الأسهم مقومة بأقل من قيمتها.

وحققت المؤشرات الأمريكية مستويات قياسية في العام الجاري، بدعم من الطفرة التي تسجلها أسهم الذكاء الاصطناعي والرهانات على خفض معدل الفائدة. وترى بعض البنوك الكبرى أن هناك مساحة لمزيد من المكاسب على صعيد الأسهم.

ويرى محللو جولدمان ساكس أن النمو السريع للإيرادات لدى شركات التكنولوجيا الأمريكية قد يكون كافياً لتمويل استثمارات الذكاء الاصطناعي في الأعوام المقبلة من دون إعاقة عوائد المستثمرين.

كما أشاروا إلى أن حالة عدم اليقين بشأن الانتخابات الأمريكية قد تدفع الشركات نحو تأجيل عمليات إعادة شراء الأسهم الكبيرة حتى 2025.