تفاوت كبير بنتائج أكبر 4 بنوك أمريكية في الفصل الأخير من 2023
مع انطلاق موسم إعلان النتائج للربع الأخير من العام الماضي، شهد القطاع المالي في أمريكا تفاوتاً كبيراً في النتائج بسبب أسعار الفائدة ومكافآت تسريح الموظفين، حيث سجلت أكبر 4 بنوك تبايناً في النتائج المالية للفصل الأخير للعام 2023، فيما نجح بنك «جيه بي مورغان» في تحقيق نتائج تاريخية.
«جيه بي مورغان»
اختتم مصرف «جيه بي مورغان تشيس آند كو» العام الأكثر ربحية في تاريخ البنوك الأمريكية مسجلاً صافي دخل فائدة قياسياً للربع السابع على التوالي، وعلى عكس المتوقع، رجح استمرار الأرباح المفاجئة هذا العام.
صافي دخل الفائدة، أي الفرق بين ما تكسبه البنوك من القروض وما تدفعه على الودائع، بلغ 24.2 مليار دولار في الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام الحالي، وفق ما أوضحه المصرف في بيان، مرجحاً ارتفاعه في العام الحالي بأكمله إلى حوالي 90 مليار دولار، بينما يتوقع المحللون انخفاضه 2%.
وقال جيمي ديمون، الرئيس التنفيذي في البيان: «تعكس نتائجنا القياسية في 2023 زيادة في الأرباح على كل من صافي دخل الفائدة والائتمان، لكننا لا نزال واثقين من قدرتنا على الاستمرار في تحقيق عوائد صحية للغاية حتى بعد عودتها إلى طبيعتها».
ارتفع سعر سهم «جيه بي مورغان» 22% في العام الماضي. وتضمنت نتائج أعمال أكبر بنك أمريكي مصاريف بقيمة 2.9 مليار دولار مرتبطة بإفلاس «سيليكون فالي بنك»، و«سيغنتشر بنك».
وأنفق البنك أكثر مما قدره المحللون في الربع الرابع، إذ حذر ديمون من أن التضخم قد يستمر لفترة أطول مما يتوقعه العديد من المستثمرين. وارتفعت النفقات إلى 24.5 مليار دولار، بزيادة قدرها 29%.
وأوضح ديمون أن الحاجة إلى زيادة الإنفاق الحكومي على الاقتصاد الأخضر، وإعادة هيكلة سلاسل التوريد العالمية والجيش «قد تؤدي إلى رسوخ التضخم وارتفاع الأسعار عما تتوقعه الأسواق». وارتفعت إيرادات الأسواق بشكل طفيف، متجاوزة التوقعات، إذ حقق متداولو الدخل الثابت مكاسب 8% كانت كافية لتغطية خسائر متداولي الأسهم البالغة 8%.
بنك أوف أمريكا
جاءت أرباح «بنك أوف أمريكا كورب» أقل من التوقعات، إذ أدت التكاليف العديدة التي تكبدها البنك في الربع الرابع إلى تآكل الأرباح، كما انخفضت إيرادات متداولي الدخل الثابت في المصرف بشكل مفاجئ. وقال المصرف إن صافي الدخل انخفض 56% إلى 3.14 مليارات دولار، وهو ضعف الانخفاض الذي توقعه المحللون البالغ 28%.
ويعود هبوط الأرباح جزئياً إلى تقييم خاص من مؤسسة التأمين على الودائع الفيدرالية، ورسوم بقيمة 1.6 مليار دولار مرتبطة بتحول قطاع التمويل بعيداً عن معيار سعر الفائدة المعروض بين البنوك في لندن، فضلاً عن ارتفاع النفقات.
وهبطت الإيرادات من تداول الدخل الثابت والعملات والسلع 5.8% إلى 2.21 مليار دولار في الربع الرابع، وفق ما كشفه البنك، في ظل معاناة العملاء منذ فترة من استمرار أسعار الفائدة المرتفعة والتوترات الجيوسياسية.
وقال ثاني أكبر بنك أمريكي إن صافي دخل الفوائد، وهو مصدر رئيسي لإيرادات المصرف، انخفض 5% إلى 13.9 مليار دولار في الربع الأخير من العام الماضي. وكان المحللون يتوقعون انخفاض الإيرادات المحصلة من مدفوعات القروض مطروحاً منها ما يدفعه المودعون بنسبة 5.1%.
انخفض سعر سهم «بنك أوف أمريكا» 3.6% في الأشهر الـ12 الماضية. وارتفعت النفقات غير المرتبطة بالفائدة لدى البنك 14% مقارنة بالعام السابق لتصل إلى 17.7 مليار دولار. وكانت الرسوم والتكاليف نقطة محورية بالنسبة للمستثمرين، في ظل ضغوط التضخم المستمرة على الإنفاق. وكان المحللون يتوقعون زيادتها 6.8% إلى 16.6 مليار دولار.
«سيتي غروب»
تحولت نتائج «سيتي غروب» الفصلية إلى خانة الخسائر بواقع 1.8 مليار دولار، أو 1.16 دولار للسهم. وشمل ذلك عدداً من العناصر غير المتكررة، بما في ذلك رسوم بقيمة 780 مليون دولار مرتبطة بإنهاء الخدمة التي قدمها البنك للموظفين المتأثرين بإعادة الهيكلة.
تكبد المصرف أيضاً رسوماً بقيمة 1.7 مليار دولار على نفقات التشغيل في الربع الأخير لتغطية تقييم خاص لتجديد صندوق شركة التأمين على الودائع الفيدرالية بعد سلسلة من انهيارات البنوك العام الماضي.
وقال مصرف «سيتي غروب» إنه يتوقع تكبد مليار دولار في صورة تكاليف إنهاء الخدمة وإعادة التنظيم هذا العام، بينما يواصل الاستغناء عن 20 ألف وظيفة كجزء من سعي الرئيسة التنفيذية جين فريزر لتعزيز العوائد المتأخرة للبنك الأمريكي الكبير.
ورجح البنك أن يتراوح إجمالي النفقات لهذا العام بين 53.5 مليار دولار و53.8 مليار دولار، منخفضاً عما أنفقه المصرف العام الماضي والبالغ 56.4 مليار دولار. توقعات خفض التكاليف ساعدت في التغطية على نتائج أعمال الربع الرابع المخيبة للآمال، بسبب أسوأ أداء لمتداولي الدخل الثابت في «سيتي غروب» منذ خمس سنوات في ظل تأثر أسعار الفائدة والعملات بتراجع نشاط العملاء في الأسابيع الأخيرة من العام. وانخفضت الإيرادات من القطاع 25% إلى 2.6 مليار دولار. وارتفعت أسهم سيتي غروب في العام الماضي بنسبة 4.5%.
«ويلز فارغو»
أبلغ «ويلز فارغو» عن تسجيل صافي عمليات شطب بقيمة 1.26 مليار دولار للربع الرابع، أي أكثر من ضعف مستوى العام السابق وأكثر مما توقعه المحللون. وحذر الرئيس التنفيذي تشارلي شارف، في ديسمبر من أن المصرف سيسجل خسائر دفترية مرتبطة بأعماله العقارية التجارية في الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام.
وبلغ صافي دخل الفائدة 12.8 مليار دولار خلال الربع الرابع، أعلى من التوقعات، في إشارة إلى أن المصرف لا يزال يستفيد من ارتفاع أسعار الفائدة. وقال «ويلز فارغو» إن مخصصات خسائر الائتمان ارتفعت 34% إلى 1.3 مليار دولار. وارتفع سعر سهم «ويلز فارغو» 15% في العام الماضي.
وبلغ إنفاق المصرف 15.8 مليار دولار في الربع الرابع، منخفضاً 2% عن العام الماضي، بينما توقع المحللون انخفاضاً 11%. وأوضح «ويلز فارغو» في بيان أن المبلغ يشمل 1.1 مليار دولار من نفقات نهاية الخدمة، و1.9 مليار دولار تقييماً خاصاً لمؤسسة التأمين على الودائع الفيدرالية «FDIC».
ويتوقع المصرف الآن خفض نفقات بقيمة مليار دولار أخرى هذا العام، مرجحاً انخفاض تكاليف العام بأكمله إلى 52.6 مليار دولار. وقال «ويلز فارغو» إن صافي دخل الفوائد قد ينخفض أيضاً 9% هذا العام. مقابل توقعات المحللين البالغة 6%.
3 بنوك تمحي 17 ألف وظيفة في 2023
قلصت بنوك ويلز فارجو وبنك أوف أمريكا وسيتي جروب القوى العاملة لديهم بنحو 17.7 ألف شخص في 2023، وفقاً لما كشفته البنوك في نتائج أعمالها الفصلية عن الربع الرابع من 2023.
ووسط الجفاف على مستوى إبرام الصفقات، وتراجع طلب المقترضين في العام الماضي، اتجهت البنوك إلى إقالة الموظفين أو وقف استبدال الذين رحلوا، بحسب شبكة «سي إن بي سي». ومن المحتمل أن تستمر التحديات التي تواجه الصناعة في العام الجاري، وسط ضعف قطاع العقارات التجارية، وقواعد رأس المال المقترحة الأكثر صرامة، والتي قد تدفع البنوك إلى تخفيف وتيرة الإقراض.
وعانت شركات وول ستريت في العام الماضي من حالة من عدم اليقين الاقتصادي التي ضغطت على إبرام الصفقات. وانخفض عدد الموظفين لدى سيتي جروب بمقدار ألف شخص إلى 239 ألفاً في 2023، كما كشف البنك عن خطط لخفض 20 ألف وظيفة على مدار العامين المقبلين.
فيما تراجع عدد الموظفين لدى كل من ويلز فارجو وبنك أوف أمريكا بنحو 2% و5% على الترتيب في 2023. في المقابل، أضاف جي بي مورجان أكثر من 16 ألف وظيفة جديدة العام الماضي، إذ يضيف البنك الذي يقوده جيمي ديمون وظائف جديدة منذ عام 2021.
