تراجع في المبيعات وغياب للتكنولوجيات.. الهواتف الذكية تتحدى الملل في 2023
تسابقت شركات أبل وسوني وسامسونج وإل جي، وبعدهم دخلت هاواوي ثم أوبو وشاومي للسباق ليزيدونه قوة وزخماً، بتجارب بعضها لاقى استحسان، والبعض الآخر لم يلقى نفس الرواج، ولكن في أكتوبر من كل عام كان كل المهتمين بعالم التكنولوجيا ينتظرون الشهر الذي أطلق عليه «تيكتوبر» نسبة لكونه أكتوبر المليء بمفاجآت التكنولوجيا، وبصفة خاصة الهواتف الذكية.
السباق
البداية الفعلية كانت أبل بأول آيفون، ثم سامسونج بجهازها غالاكسي إس، وتحديثه إس 2 وإس 3، ونزلت إتش تي سي التايوانية بثقلها في ذلك العالم، ثم إل جي بقوتها واختراعاتها في جهازي جي 2 وجي ثري، واللذان كان بداية فكرة المنافسة فيما أطلق عليه «الساندوتش الزجاجي»، لكون الأجهزة كانت عبارة عن قالبين من الزجاج بينهم جسم الجهاز الحامل لعتاده.
وحتى منتصف العقد الثاني من الألفية الثالثة، كان السباق شديدا على التكنولوجيات وبراءات الاختراع وتطويرها لكسب أكبر حصة من المبيعات في السوق، ولكن مع دخول عام 2016، بدأت أبل تكبح جماح التطويرات وبراءات الاختراع، ليكون التحدث طفيف في كل نسخة من أجهزتها، بهدف تحسين التجربة، وليس إضافة طفرات عملاقة في الأجهزة.
كبح الجماح
إلا أنه وبعد 2017، وبدء الكلام على عقوبات على هاواوي تمنعها من التطوير والتكنولوجيات الأمريكية، وفي ظل ابتعاد سوني عن المنافسة، وانسحاب إل جي من الأسواق، وشراء جوجل لإتش تي سي ووضعها على الأرفف، أصبح الدافع للتطوير لدى الموجودين في السوق ضعيفاً، خاصة في ظل خوف الشركات الصينية مثل شاومي وأوبو وزد تي إي من الظهور بشكل مبالغ فيه خشية من اللحاق بمصير هاواوي التي صارت ممنوعة من استخدام خدمات غوغل الأمر الذي جعل مبيعاتها تنخفض بشكل كبير خارج الصين..
ومن وقتها أصبح السباق شكلي خاصة على الهواتف من الفئة الرائدة «الفلاجشيب»، ولم تعد تضاف للأجهزة العديد من الاختراعات أو القفزات العملاقة، ليصل السوق إلى حالة الملل..
أرقام المبيعات
وتتضاعف في 2013، لتبلغ مبيعات الهواتف الذكية 969.72 مليون هاتف ذكي، ثم للمرة الأولى في التاريخ تتخطى حاجز المليار في 2014، ببيع مليار و219 مليون و300 ألف جهاز، وهو الرقم الذي اعتقد خبراء الاقتصاد وقتها أنه «البيك»، أي أعلى نقطة في المنحنى، ولكن الأمر لم يتوقف وهذه هي أرقام السنوات التالية:
السنة | إجمالي المبيعات |
2015 | مليار و314 مليون |
2016 | مليار و442.7 مليون |
2017 | مليار و479.1 مليون |
2018 | مليار و522 مليون |
2019 | مليار و532 مليون |
وبنهاية 2019، كان آخر ارتفاع مبيعات الهواتف الذكية في العالم، لتبدأ مرحلة الملل، التي تسبب فيها «كوفيد 19»، ثم نقص أشباه الموصلات، الذي تسبب في ضعف إنتاج الشركات للأجهزة، وفي الوقت نفسه تكرار الشركات لنفس الأجهزة بتحسينات طفيفة، مما أدى لعزوف الناس عن الشراء لتنخفض مبيعات الهواتف الذكية في 2020 إلى مليار و397.4 مليون، وفي 2021 مع تحسن الأوضاع ترتفع قليلا المبيعات لتصل إلى مليار و510.3 مليون، ثم في 2022 تزيد زيادة طفيفة ببيع مليار و516.4 مليون جهاز.
مؤثرات
ويقول موقع «جيز» المتخصص في التحليلات الاقتصادية إن هناك عدد من المؤثرات، التي تسببت في تراجع مبيعات الهواتف الذكية حول العالم، ويقسمها إلى 7 عوامل، أبرزها النقص في إنتاج أشباه الموصلات، والذي أثر كثيراً على عدد الأجهزة المنتجة، والعامل الثاني هو التضخم وارتفاع أسعار المعيشة عالمياً، وثالث الأسباب عدم استقرار الأسواق، وذلك يرجع لحالة ملل المستخدم، ذلك الملل الذي أدى أيضاً إلى تغير سلوك المستهلك، واتجاهه للاحتفاظ بالجهاز لأكثر من عام وعدم الاستمرار في التحديث، لكون التحديث لا يستحق الإنفاق عليه لعدم تقديم المنتج الجديد أي مغريات تدفع المستهلك لشراء الجهاز الجديد، وهو العامل السابع وفقاً للموقع، الذي أكد أن غياب التكنولوجيات الجديدة سبب دافع لتراجع الرغبة في الشراء.
ويقول توران باثاك، الباحث الاقتصادي: «الوضع الاقتصادي العالمي عامل أساسي مؤثر في تراجع مبيعات التكنولوجيا بصفة عامة، والهواتف الذكية جزء من الأمر، لا أعتقد أن الأمر سيحل قريباً، بل سيزداد سوءاً».
اقرأ أيضاً:
حكاية ناسخ الأتاري والـ«ووكمان» الذي أصبح ضمن أكبر عمالقة صناعة الهواتف المتحركة في العالم