اخر الاخبارالمال والاعمال

تراجع في المبيعات وغياب للتكنولوجيات.. الهواتف الذكية تتحدى الملل في 2023

2007، كانت صافرة انطلاق سباق التكنولوجيا والتطوير في الهواتف الذكية، في الشكل العصري الذي ابتكره أبل بجهازه آيفون، كانت بداية حماسية لسوق الهواتف الذكية المتعطش، بدأ بعده السباق فعلياً، واشتدت التطويرات بقوة، وكل شركة تريد إثبات نفسها والمشاركة في مكاسب عالم الهواتف الذكية، ليعيش المستخدم 10 سنوات كاملة من المتعة مستفيداً من ذلك السباق في كل إصدار لكل شركة بتكنولوجيا جديدة.

تسابقت شركات أبل وسوني وسامسونج وإل جي، وبعدهم دخلت هاواوي ثم أوبو وشاومي للسباق ليزيدونه قوة وزخماً، بتجارب بعضها لاقى استحسان، والبعض الآخر لم يلقى نفس الرواج، ولكن في أكتوبر من كل عام كان كل المهتمين بعالم التكنولوجيا ينتظرون الشهر الذي أطلق عليه «تيكتوبر» نسبة لكونه أكتوبر المليء بمفاجآت التكنولوجيا، وبصفة خاصة الهواتف الذكية.

السباق 

البداية الفعلية كانت أبل بأول آيفون، ثم سامسونج بجهازها غالاكسي إس، وتحديثه إس 2 وإس 3، ونزلت إتش تي سي التايوانية بثقلها في ذلك العالم، ثم إل جي بقوتها واختراعاتها في جهازي جي 2 وجي ثري، واللذان كان بداية فكرة المنافسة فيما أطلق عليه «الساندوتش الزجاجي»، لكون الأجهزة كانت عبارة عن قالبين من الزجاج بينهم جسم الجهاز الحامل لعتاده.

ومن آيفون 3 جي لفور جي إلى 5 ثم فايف إس، وفي المقابل سامسونج إس فور ثم فايف و6، الذي كان طفرة في عالم الموبايلات بأقل مساحات حول الشاشة وشاشة تحمل ألوانا مبهرة، إضافة لتطويرات رهيبة في كاميرات الهاتف المتحرك.. وحاولت سوني اللحاق بالسباق بأجهزتها إكسبيريا التي أيضا حملت العديد من التطويرات.

وحتى منتصف العقد الثاني من الألفية الثالثة، كان السباق شديدا على التكنولوجيات وبراءات الاختراع وتطويرها لكسب أكبر حصة من المبيعات في السوق، ولكن مع دخول عام 2016، بدأت أبل تكبح جماح التطويرات وبراءات الاختراع، ليكون التحدث طفيف في كل نسخة من أجهزتها، بهدف تحسين التجربة، وليس إضافة طفرات عملاقة في الأجهزة.

كبح الجماح

ورويداً رويداً أصبحت أبل تصدر نفس الجهاز كل عام بقليل من التطوير، مع الاعتماد على تغيير الألوان أو بعض التحسينات المستهدفة للتسويق بشكل أكبر، دون إضافة تكنولوجيات متطورة، الأمر الذي لم تفطن له الشركات المنافسة سريعاً، وظلت سامسونج تطور، وهاواوي تضيف بعداً آخر للمنافسة يمنع سامسونج من كبح جماح التطوير.

إلا أنه وبعد 2017، وبدء الكلام على عقوبات على هاواوي تمنعها من التطوير والتكنولوجيات الأمريكية، وفي ظل ابتعاد سوني عن المنافسة، وانسحاب إل جي من الأسواق، وشراء جوجل لإتش تي سي ووضعها على الأرفف، أصبح الدافع للتطوير لدى الموجودين في السوق ضعيفاً، خاصة في ظل خوف الشركات الصينية مثل شاومي وأوبو وزد تي إي من الظهور بشكل مبالغ فيه خشية من اللحاق بمصير هاواوي التي صارت ممنوعة من استخدام خدمات غوغل الأمر الذي جعل مبيعاتها تنخفض بشكل كبير خارج الصين.. 

ومن وقتها أصبح السباق شكلي خاصة على الهواتف من الفئة الرائدة «الفلاجشيب»، ولم تعد تضاف للأجهزة العديد من الاختراعات أو القفزات العملاقة، ليصل السوق إلى حالة الملل.. 

أرقام المبيعات

والملل ليس حالة نفسية تصيب المستخدم أو عبارة مجازية، ولكن تعبر عنه أرقام السوق، فمنذ 2009 ومبيعات الهواتف الذكية في ازدياد عام بعد عام، وبيع في 2009 عدد 172.38 مليون هاتف ذكي، تضخم الرقم في 2010 ليصيبح 296.65 مليون هاتف، ولم يتوقف الارتفاع في المبيعات عن التزايد الجنوني، ففي 2011 بلغت المبيعات 472 مليون هاتف، ثم 680.11 مليون هاتف ذكي في 2012.

وتتضاعف في 2013، لتبلغ مبيعات الهواتف الذكية 969.72 مليون هاتف ذكي، ثم للمرة الأولى في التاريخ تتخطى حاجز المليار في 2014، ببيع مليار و219 مليون و300 ألف جهاز، وهو الرقم الذي اعتقد خبراء الاقتصاد وقتها أنه «البيك»، أي أعلى نقطة في المنحنى، ولكن الأمر لم يتوقف وهذه هي أرقام السنوات التالية: 

السنة إجمالي المبيعات
2015  مليار و314 مليون
2016  مليار و442.7 مليون
2017   مليار و479.1 مليون
2018  مليار و522 مليون
2019  مليار و532 مليون

وبنهاية 2019، كان آخر ارتفاع مبيعات الهواتف الذكية في العالم، لتبدأ مرحلة الملل، التي تسبب فيها «كوفيد 19»، ثم نقص أشباه الموصلات، الذي تسبب في ضعف إنتاج الشركات للأجهزة، وفي الوقت نفسه تكرار الشركات لنفس الأجهزة بتحسينات طفيفة، مما أدى لعزوف الناس عن الشراء لتنخفض مبيعات الهواتف الذكية في 2020 إلى مليار و397.4 مليون، وفي 2021 مع تحسن الأوضاع ترتفع قليلا المبيعات لتصل إلى مليار و510.3 مليون، ثم في 2022 تزيد زيادة طفيفة ببيع مليار و516.4 مليون جهاز.

مؤثرات 

ويقول موقع «جيز» المتخصص في التحليلات الاقتصادية إن هناك عدد من المؤثرات، التي تسببت في تراجع مبيعات الهواتف الذكية حول العالم، ويقسمها إلى 7 عوامل، أبرزها النقص في إنتاج أشباه الموصلات، والذي أثر كثيراً على عدد الأجهزة المنتجة، والعامل الثاني هو التضخم وارتفاع أسعار المعيشة عالمياً، وثالث الأسباب عدم استقرار الأسواق، وذلك يرجع لحالة ملل المستخدم، ذلك الملل الذي أدى أيضاً إلى تغير سلوك المستهلك، واتجاهه للاحتفاظ بالجهاز لأكثر من عام وعدم الاستمرار في التحديث، لكون التحديث لا يستحق الإنفاق عليه لعدم تقديم المنتج الجديد أي مغريات تدفع المستهلك لشراء الجهاز الجديد، وهو العامل السابع وفقاً للموقع، الذي أكد أن غياب التكنولوجيات الجديدة سبب دافع لتراجع الرغبة في الشراء.

وتقول مجلة «زا ويك الهندية» في تقريرها المبني على أبحاث مستشارين في الاتصالات العالمية: «هناك نقص عالمي في عدد الأجهزة، والسوق يعاني من مشاكل لوجيستية، وفي الوقت نفسه الأجهزة أصبحت اعتمادية بشكل أكبر، وتعمر لسنوات، وفي ظل الظروف الاقتصادية العالمية، مال المستهلك للاحتفاظ بهاتفه لأعوام أكثر، الأمر الذي أدى لتراجع المبيعات بشكل كبير، ومخالفتها لتوقعات الاقتصاديين.

 image

تأثير البترول 

ويقول توران باثاك، الباحث الاقتصادي: «الوضع الاقتصادي العالمي عامل أساسي مؤثر في تراجع مبيعات التكنولوجيا بصفة عامة، والهواتف الذكية جزء من الأمر، لا أعتقد أن الأمر سيحل قريباً، بل سيزداد سوءاً».

وواصل توران قائلاً: «ارتفاع أسعار البترول، قد يبدو أمراً بعيداً عن التأثير في مبيعات الهواتف، ولكن واقع الأمر أنه بالإضافة للحروب والأزمات الاقتصادية، هو عامل أساسي، ففي ظل ندرة مصادر الطاقة وارتفاع أسعار البترول، سيميل المستهل للاقتصاد والتوفير، والهاتف الذكي يظل رفاهية، هو لن يستغني عنها، ولكن سيقلل من شغفه بالشراء والتحديث، لذلك لا أعتقد أن منحنى المبيعات سيتعافى قريباً بأي شكل من الأشكال بل أرجح أن أزمة المبيعات ستزداد سوءاً في الفترة المقبلة».

اقرأ أيضاً:

الهند تواصل سحب البساط من الصين .. «غوغل» تصنع حواسيبها في نيودلهي

حكاية ناسخ الأتاري والـ«ووكمان» الذي أصبح ضمن أكبر عمالقة صناعة الهواتف المتحركة في العالم

كلمات دالة:
  • مبيعات الهواتف،
  • موبايل،
  • الهواتف الذكية،
  • أبل،
  • آيفون،
  • سامسونغ ،
  • سامسونج،
  • هواوي،
  • أوبو،
  • سوني

تراجع في المبيعات وغياب للتكنولوجيات.. الهواتف الذكية تتحدى الملل في 2023

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock