اخر الاخبارالمال والاعمال

«بيكر هيوز» تحذّر: المخاطر الجيوسياسية على قطاع النفط الأسوأ منذ 50 عاماً

ft

أكد الرئيس التنفيذي لواحدة من أكبر شركات خدمات حقول النفط العالمية، أن المخاطر الجيوسياسية بقطاع النفط عند أعلى مستوياتها منذ نصف قرن، ما يثير الكثير من المخاوف بشأن إمدادات الطاقة، وتحقيق طفرة في الغاز الطبيعي المسال.

وقال لورينزو سيمونيلي، الرئيس التنفيذي لشركة «بيكر هيوز»، في حوار مع «فايننشال تايمز»: «من حيث السياق التاريخي، سمعت أناساً يقولون عليك بالعودة إلى حظر النفط في 1973، فالأمر مشابه إلى حد ما». وأضاف: «أثناء فترة شغلي لهذا المنصب، لم يكن المناخ الجيوسياسي مطلقاً بهذه الهشاشة»، وتابع: «الوضع مائع جداً من وجهة نظر سياسية».

وتأتي تعليقات سيمونيلي، بينما يفاقم الصراع بين إسرائيل وحماس في الشرق الأوسط، البيئة الجيوسياسية المحمومة بالفعل، خاصة مع اقتراب الغزو الروسي للأراضي الأوكرانية من ختام عامه الثاني.

وتُعدّ «بيكر هيوز» واحدة من ثلاثة مزودين بارزين لخدمات حقول النفط، بجانب «إس إل بي» و«هاليبرتون»، وهي مسؤولة عن حفر آبار ومد أنابيب حول العالم، من تكساس إلى غرب أفريقيا. كما أن الشركة مورد بارز لمعدات الغاز الطبيعي المُسال، في وقت يشهد زيادة في الطلب على الغاز المنقول بحراً، مع إبعاد أوروبا نفسها عن الغاز الروسي، وتصاعد الطلب العالمي على الطاقة.

وقفزت أسعار النفط لتتخطى حاجز 130 دولاراً للبرميل العام الماضي، بعد غزو القوات الروسية لأوكرانيا. وشهدت الأسعار طفرة أخرى الشهر الماضي، لتصل إلى نحو 100 دولار للبرميل، بعد هجوم حماس على إسرائيل. لكن الأسعار تراجعت منذ حينها إلى قرابة 80 دولاراً للبرميل، مع انحسار المخاوف بشأن توسع نطاق الصراع في الشرق الأوسط، وتثبيط البيانات الاقتصادية الضعيفة لتوقعات الطلب.

ولا تعد إسرائيل منتجاً بارزاً للخام، لذا، فقد أفاد سيمونيلي بأن الصراع في الشرق الأوسط لم «يغير من التوقعات»، بالنسبة للإمدادات أو الطلب. وذكر محللون أن تدخلاً كبيراً من جانب إيران، التي لها روابط بحركة حماس، من شأنه دفع الأسعار للصعود.

وقال سيمونيلي: «يتمثل السيناريو الأساسي في الاحتواء المأمول للوضع الحالي كما هو، وهو أمر محزن، وأن تظل الأمور مُحكمة»، وأردف: «لكن من الواضح أن الأمور ستتغير، إذا ساءت وتدهورت وتصاعدت حدة الوضع».

وحفّز تحويل روسيا صادراتها من الغاز إلى سلاح بعد غزوها أوكرانيا، وتيرة الطلب الأوروبي على صادرات الغاز الطبيعي المُسال، خاصة من الولايات المتحدة، وسط زيادة في تشييد المرافق التي تزودها «بيكر هيوز» بالمعدات.

وتتوقع الشركة الحصول على طلبيات معدات للغاز الطبيعي المُسال بقيمة 9 مليارات دولار بين عامي 2022 و2023، ما يزيد على ثلاثة أضعاف القدر المُسجل في العامين الماضيين. وسلّطت الشركة الضوء على الحاجة لزيادة الطاقة العالمية المثبتة للارتفاع إلى 800 مليون طن سنوياً بنهاية العقد الحالي، من قرابة 410 ملايين طن سنوياً في الوقت الحالي، للوفاء بالطلب.

وأضاف سيمونيلي أن «بيكر هيوز» لديها عقود غاز طبيعي مُسال متراكمة، تمتد لما بعد 2050، معتبراً أن خط إمدادات الغاز الروسي لديه مجال ضئيل ليعاود الظهور كمنافس على المدى القصير في صادرات الغاز الطبيعي المُسال، حتى ولو انتهى النزاع الأوكراني. وتابع: «أعتقد بأن أوروبا أدركت الصعوبات الناجمة عن الاعتماد الشديد على مصدر واحد للطاقة». يُشار إلى أن سيمونيلي يعيش في الوقت الراهن بمدينة هيوستن، لكنه ينحدر أصلاً من توسكانا في إيطاليا.

وقفزت أسعار الغاز الأوروبية إلى أكثر من 300 يورو للميغاواط في الساعة، بعد غزو أوكرانيا، واستمرت تقلبات السوق مع تدافع بلدان القارة لتعويض الواردات الروسية الرخيصة. وكان الشتاء الأكثر دفئاً في العام الماضي، ونجاح مساعي الدول الأوروبية لزيادة مخزوناتها من الغاز عاملاً مساعداً. وعلّق سيمونيلي: «لقد تنفسوا الصعداء في العام الماضي، فقد كان الشتاء أكثر اعتدالاً». وأضاف: «الدول الأوروبية تتنفس الصعداء أيضاً في الوقت الراهن، لأن الشتاء ما زال يبدو معتدلاً نسبياً»، ولفت قائلاً: «لكن إن حل شتاء قارس، فسيكون له تداعياته على أوروبا».

وذكر الرئيس التنفيذي أن بناء مشروعات الغاز الطبيعي المُسال على ساحل الخليج الأمريكي سيستمر، مع تطلع المصدّرين الأمريكيين لتلبية الطلب الأوروبي المتزايد. وأوضح قائلاً: «ما ترونه يتكشّف هو القرارات الاستثمارية الأخيرة المرتبطة بزيادة الإنتاج، التي ستكون مطلوبة لتلبية الحاجة»، مشيراً إلى الموافقة على مشروعات تنتج 65 مليون طن سنوياً هذا العام، وسُيضاف إليها حجم مشابه في العام المقبل».

ووجّه نشطاء مناخيون انتقادات لطفرة الغاز الطبيعي المُسال الأوروبية، محذرين من أنها ستعرقل جهود القارة الرامية إلى خفض الانبعاثات. لكن سيمونيلي يعتقد بأن هذا الوقود ساهم في خفض الانبعاثات، لأنه حل مكان الفحم، باعتباره المزود الرئيس بالطاقة، وقد يظل جزءاً من مزيج الطاقة لأعوام مقبلة.

وذكر: «لا يزال هناك استخدام كبير للفحم في أوروبا، لذا، ستتوفر لنا فرص هائلة مع تقدم الوقت لنواصل إزاحة الفحم». وأضاف: «في نهاية الأمر، ستواصلون رؤية الجوانب النظيفة للغاز الطبيعي، إذا فكرتم في صافي انبعاثات صفري للغاز الطبيعي المُسال، وتطبيق احتجاز الكربون وتخزينه، لذا، فنحن نرى شريان حياة طويلاً للغاز الطبيعي والغاز الطبيعي المُسال».

وقال: «هذا وقت رائع للغاز الطبيعي المُسال، وإذا نظرتم للقدرة على تحمل تكاليفه وأمنه واستدامته، فستدركون أن الغاز الطبيعي والغاز الطبيعي المُسال ليسا انتقاليين، بل هما الوقود النهائي».

كلمات دالة:
  • FT

«بيكر هيوز» تحذّر: المخاطر الجيوسياسية على قطاع النفط الأسوأ منذ 50 عاماً

المصدر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock