اخر الاخبارالمال والاعمال

«بوينغ» تواجه مزيداً من التساؤلات والشكوك بعد الحادثة الأخيرة

ft

جاءت المشكلة الخطيرة الأخيرة، في بدن طائرة «737 ماكس»، أثناء الطيران، لتمثل سَقطة جديدة لعمليات الإنتاج في «بوينغ»، ولتقفز على الفور تساؤلات كثيرة حول ما إن كانت مصنّعة الطائرات بإمكانها تسليم منتج ذي جودة عالية، مع سعيها الحثيث نحو بناء الطائرات بوتيرة أسرع.

والحادثة، رغم عدم تسببها في أي إصابات خطرة، كانت مقلقة بما يكفي، ما استدعى وقف منظمي الطيران في الولايات المتحدة لتحليق قرابة 171 طائرة، انتظاراً لنتائج الفحص.

وقد أعلنت «بوينغ» دعمها القرار، مشددة على أن السلامة تظل «أولوية قصوى» لديها. وأجرى مسؤولوها اتصالات مكثفة مع شركات الطيران المتضررة طوال نهاية الأسبوع، وستحرص الشركة على طمأنة العملاء والمستثمرين باحتوائها للمشكلة. يأتي ذلك بعد أن ارتفعت أسهم الشركة بأكثر من 18% في غضون 12 شهراً. واختتمت تداولات يوم الجمعة الماضي عند مستوى يلامس 250 دولاراً.

ورغم أن مصّنعة الطائرات في حال أفضل مما كانت عليه قبل أربعة أعوام، عندما تسلّم ديف كالهون، منصب الرئيس التنفيذي، لكن تاريخها الحديث يعج بمشكلات الإنتاج. فقد طلبت «بوينغ»، من شركات الطيران، التأكد من عدم وجود براغيّ غير مربوطة بإحكام في النظام المتحكم بدفة «ماكس»، بعد العثور على ثقوب غير دقيقة وتركيبات في غير محلها في بعض الطائرات أوائل 2023.

كما داهم نقص سلسلة التوريد، «بوينغ» في 2022، وأدت مشكلات في طائرة «787» في بداية 2020 إلى إرجاء التسليمات لمدة 20 شهراً، بل إن الشركة تعثرت في برنامجها الرئيس لبناء الطائرة الرئاسية للرئيس الأمريكي.

يعتبر محللون أن المشكلات التي تبدو منفصلة غير ذات أهمية، أكثر إثارة للقلق عندما تجمع معاً، خاصة في ظل العيب المدمر الذي شاب التصميم وأسفر عن تحطم طائرتين، وأدى إلى وقف عالمي لتحليق طائرات «737 ماكس» في 2019. ورغم أن التحقيق في حادثة خطوط ألاسكا الجوية بدأ لتوه، فإن مراقبي الصناعة على المدى الطويل يعتقدون أن الأمر يثير الكثير من التساؤلات حول جودة تصنيع «بوينغ».

وقال نيك كانينغهام، المحلل لدى «إيجنسي بارتنرز»: «يجب ألا يحدث هذا النوع من الخلل لأي طائرة، لكن وقوعه على متن طائرة عمرها ثلاثة أشهر غير مقبول بالمرة»، وتابع: «يعزز هذا من الانطباع بأن بوينغ نسيت كيفية بناء طائرة».

وقال جون كوكس، الطيار المتقاعد والرئيس التنفيذي لدى «سيفتي أوبريتنغ سيستمز» لاستشارات سلامة الطيران في الولايات المتحدة، بأن «بوينغ» تبقى قادرة على تصنيع طائرات جيدة، وبإمكانهم بالفعل تصنيع طائرات ذات جودة عالية، لكن الحادثة تسلّط الضوء على عملية ضمان الجودة لديهم ومدى قوتها.

ووقعت الحادثة في وقت حرج لمصّنعة الطائرات الأمريكية، لأنها تأتي في غمار محاولاتها لتسريع وتيرة بنائها لطائرات «ماكس». وتتلقى «بوينغ» المدفوعات عند تسليمها للطائرات. لذا، فإن ازدياد الإنتاج التجاري مهم لتحقيق الأهداف المالية للشركة، والتي تتضمن توليد تدفقات نقدية حرة بقيمة 10 مليارات دولار بحلول 2026.

وتبني الشركة حالياً 38 طائرة شهرياً في أحد مصانعها بالقرب من سياتل، وكانت أعلنت عن اعتزامها بلوغ مرحلة تصنع فيها 50 طائرة شهرياً بحلول منتصف العقد. وقال كالهون إن الشركة تدير خطي إنتاج، مع تجهيزها للطائرات في المخازن لتسليمها للعملاء.

وأفاد رون إيبستين، المحلل لدى «بنك أوف أمريكا»، بأن الحادث الأخير «يطرح تساؤلاً: كيف تتم عملية مراقبة الجودة مع محاولتهم تسريع الإنتاج؟». كما يسلّط الحادث الضوء على دور «سبيريت إيرو سيستمز»، وهي مورد بارز لـ«بوينغ»، وتتولى عملية تركيب الباب الأوسط المسدود ضمن مهامها في بناء بدن الطائرة «737 ماكس». ومع ذلك، فالمسؤولية النهائية عن أية أمور تتعلق بالطائرة تقع على عاتق مصنّعة الطائرات، بحسب خبراء في الصناعة.

وأوضح كانينغهام أن الحادث يضر بالثقة في إمكانية «بوينغ» تسريع وتيرة الطائرات التجارية التي تصنعها كل شهر «بكفاءة وأمان»، لافتاً إلى أن «هذا التسريع، والتدفقات النقدية الحرة المُتوقع أن تولدها، هي الأساس الذي يستند إليه سعر السهم».

وستكون هناك حتماً تداعيات عرضية للتحقيق، بما في ذلك تدقيق وفحص أكبر مُحتمل من جانب إدارة الطيران الفيدرالية لأي طائرات تخرج من خط إنتاج «بوينغ». وطلبت «بوينغ» من إدارة الطيران الفيدرالية منحها إعفاءً من قواعد السلامة على أصغر طراز من عائلة «ماكس»، ويُدعى «ماكس 7»، الذي لم يُعتمد بعد هو وطراز «ماكس 10».

ويوجد عيب في تصميم الطائرة، يجبر الطيارين على الحد من استخدام نظام مكافحة الجليد في الظروف الجوية الجافة، لأنه قد يؤدي إلى فرط حرارة بمبيت المحرك ومن ثم تهشمه. وترغب الشركة في الحصول على الإعفاء من القواعد، حتى مايو 2026، بينما تعمل على البحث عن حل فني.

وقال إيبستين: «قد يكون الأمر على ما يرام»، مع البراغي غير محكمة الربط وانفجار المنفذ في البدن، «لكن الأمر لا يبدو جيداً من حيث الشكل العام». وقد يؤدي الحادث أيضاً إلى ضرر كبير للشركة، إذ أعطى الصين سبباً آخر لإرجاء موعد بدء قبول التسليمات الجديدة لطائرات «ماكس»، فالصين تُعد سوقاً مهمة لـ«بوينغ»، لكن لم تعلن شركة طيران صينية بعد بدء تسلّم أي طائرات «ماكس» جديدة منذ حظر طيرانها في 2019. ورغم تسليم «بوينغ» طائرة «787» إلى الصين في الشهر الماضي، لكن الشركة مع ذلك تبقى عالقة في التوترات الجيوسياسية بين واشنطن وبكين.

وعبر مراقبون، طيلة أشهر عدة، عن اعتقادهم بأن الصين كانت منفتحة على احتمالية التسليمات الجديدة. لكن سكوت هاملتون، رئيس الاستشارات وموقع الأخبار في «ليهام نيوز» أشار إلى أن «أي شيء قد يؤدي إلى تغيير بكين رأيها من جديد».

كلمات دالة:
  • FT

«بوينغ» تواجه مزيداً من التساؤلات والشكوك بعد الحادثة الأخيرة

المصدر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock