اخر الاخبارالمال والاعمال

المشرعون يحذرون من اتجاه أمريكا للإغلاق الحكومي

حذر نواب في الكونغرس الأمريكي من تحول احتمالات إغلاق الحكومة الأمريكية على نحو متزايد إلى يقين، وذلك في ظل تضاؤل الآمال بشأن التوصل إلى حل وسط في اللحظات الأخيرة للموقف المتأزم الراهن بسبب الميزانية في أكبر اقتصاد على مستوى العالم.

وقال نواب ينتمون إلى كلٍ من الحزبين الديمقراطي والجمهوري في تصريحات أدلوا بها الأحد الماضي أن الوقت المتبقي لإبرام صفقة تمر سريعاً قبل حلول الأول من أكتوبر المُقبل، وهو الوقت المُقرّر أن ينتهي فيه التمويل الحالي للعمليات الاتحادية.

ومن شأن حدوث إغلاق أن يُجبر آلاف العاملين الفيدراليين على البقاء في منازلهم، وأن يُصيب قطاعات واسعة من الحكومة الأمريكية بالشلل على نحو قد يُلحق الضرر بآلاف الأسر والشركات، وكذلك بالاقتصاد الأمريكي.

وتأتي الأزمة الأحدث المُتعلقة بالميزانية في واشنطن بعد بضعة أشهر فقط من نجاح الكونجرس والبيت الأبيض بالكاد في تجنب تخلف أكثر تدميراً عن سداد الدين الأمريكي، إلا أن الاتفاق المؤيّد من الحزبين الذي أبُرِم آنذاك بين الرئيس الأمريكي جو بايدن وكيفين مكارثي، زعيم الأقلية الجمهورية في مجلس النواب الأمريكي، لم يُرضِ الجمهوريين المتشددين وحلفاء الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، والذين يحولون الآن دون التوصل إلى أي حل وسط مالي جديد. وخلال الأيام الأخيرة، طرح مكارثي تمديداً لمدة 45 يوماً للتمويل الحكومي، بُغية منح المزيد من الوقت للتوصل إلى اتفاق بشأن الإنفاق للعام المالي المُقبل، إلا أن خطته تواجه مقاومة شديدة.

وقال توني جونزاليس، النائب الجمهوري عن ولاية تكساس، في تصريحات أدلى بها لشبكة «سي بي إس»، الأحد الماضي: «لا أود أن أرى إغلاقاً، ولكن لا يساورني شك أن البلاد متوجهة صوب إغلاق، ويتعين على الجميع أن يستعد لذلك».

بدورها، حذرت أيضاً النائبة الديمقراطية عن ولاية «كاليفورنيا»، ماكسين ووترز، والتي تترأس نواب حزبها في «لجنة الخدمات المالية» بمجلس النواب، أن الإغلاق يلوح في الأفق. وقالت ووترز في تصريحات أدلت بها لمحطة «إم إس إن بي سي» الإخبارية: «إن الحزب الجمهوري في حالة اضطراب كامل. يبدو الأمر فوضوياً. يجثو رئيس مجلس النواب على ركبتيه متوسلاً، إلا أنه ليست له سلطة».

وحذر بايدن ليلة السبت من إمكانية أن يؤدي الإغلاق إلى المخاطرة بالإنفاق العسكري، الأمن الغذائي، برامج التعليم في الطفولة المبكرة، والأبحاث المتعلقة بالسرطان. وقال بايدن في حفل عشاء أقامته كُتلة النواب السود بالكونغرس: «يُعد تمويل الحكومة واحداً من أهم المسؤوليات الأساسية المُخوّلة إلى الكونجرس. ولقد حان الوقت للنواب الجمهوريون كي يقوموا بالوظيفة التي انتخبتهم أمريكا من أجل أدائها. فلنفعل ذلك».

لقد استفاد الديمقراطيون سياسياً في الماضي من الأزمات المالية وأزمات الميزانية الناجمة عن عناد الجمهوريين، إلا أن الموقف المُتأزم الراهن يأتي في وقت تُلاحق فيها معدلات الرضا المنخفضة من جانب الأمريكيين بايدن، وخاصةً بسبب أدائه الاقتصادي، الأمر الذي يُلقي بظلال من الشك على نجاحه في مسعاه الرامي إلى إعادة انتخابه لمدة ثانية.

وحذّر بيت بوتجيج، وزير النقل الأمريكي، من إمكانية أن يواجه البيت الأبيض تداعيات سياسية في حالة حدوث إغلاق مطول.

وقال بوتجيج في تصريحات أدلى بها لشبكة «إن بي سي» يوم الأحد: «يتمثل الأمر الأكثر إحباطاً بالطبع في أن الرئيس والإدارة يضطلعان بمسؤولية التيقن من استمرارية البلد في النجاح، بغض النظر عمّا يفعله الكونجرس». وعلى الرغم من خفوت الأمل في التوصل إلى اتفاقية قبل حلول الأول من أكتوبر المقبل، إلا أنه لا زالت ثمّة فرصة لتدخل لحل الأزمة، إما من خلال اتفاق بين أعضاء البرلمان المعتدلين سياسياً في كلٍ من الحزبين بمجلس النواب، أو من خلال صفقة يُبرمها قادة مجلس الشيوخ، والتي من شأنها زيادة الضغط على أعضاء مجلس النواب لقبول حل وسط.

المشرعون يحذرون من اتجاه أمريكا للإغلاق الحكومي

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock