الليثيوم الصيني.. تراجع الأسعار لا يعني بالضرورة انخفاض هوامش الربح
شهدت أسعار الليثيوم، وبالتبعية أسعار أسهم شركات الليثيوم الصينية، انخفاضاً كبيراً، لكن لا سبب يدعو لحالة من الذعر والتهافت على بيع هذه الأسهم، فالطلب على السيارات الكهربائية لا يزال قوياً، وكذا الطلب على البطاريات اللازمة لتشغيلها.
لقد انخفضت أسعار كربونات الليثيوم في الصين لتسجل نحو 22900 دولار للطن، أي حوالي نصف سعرها في يونيو، وبفارق كبير بين مستوى الأسعار القياسي المسجل في نوفمبر والذي بلغ نحو 83600 دولار للطن. والسبب في ذلك هو ضعف نمو مبيعات السيارات الكهربائية في الصين عمّا كان متوقعاً في يناير، ويخشى المستثمرون من أن الطلب على المعدن قد بلغ ذروته. ويتوقع المحللون انخفاض مستوى العجز الذي حدث في سوق الليثيوم قريباً.
وانخفضت أسهم أكبر شركة محلية متخصصة في المجال، جانفينج ليثيوم، ونظيرتها تيانكي ليثيوم بنحو 40 % في العام السابق، ويتم تداول تيانكي بقيمة تبلغ ضعفي المبيعات الآجلة فقط، أي أقل من نصف مستويات العام السابق. ومع ذلك لم يتغير هامش التشغيل لشركة جانفينج إلا قليلا منذ عام 2022 حين وصلت أسعار الليثيوم إلى مستويات قياسية. وبالنسبة لتيانكي فقد زادت بنحو 30 %.
وتعد أعمال تعدين وإنتاج الليثيوم من الأعمال المربحة في الصين، التي تتحكم في ثلثي طاقة المعالجة العالمية.
واعتبر استخراج المواد الخام ومعالجتها منذ فترة طويلة ذا هامش ربح أعلى من تصنيع البطاريات. وبالنسبة لمستويات الطلب المحلي فهي مستقرة.
وقد تضاعفت مبيعات السيارات الكهربائية الصينية في العام الماضي، وبدأت بلدان أخرى في اللحاق بالركب، وارتفعت مبيعات السيارات الكهربائية العالمية بنسبة 49 % في النصف الأول من العام الحالي، وفقاً لبيانات كاناليس، ومن المتوقع أن ينمو الطلب من قطاع السيارات الكهربائية الصيني وحده على الليثيوم بمعدل 20 % على مدى العقد المقبل، وهو معدل يتفوق كثيرا على مستويات المعروض.
ولكن قد تؤدي الاكتشافات الجديدة لرواسب الليثيوم الكبيرة وإمدادات المناجم الجديدة إلى تحقيق فائض بالأسواق، كما أنه من المتوقع لهذا العام أن تتباطأ حركة نمو الطلب على السيارات الصينية.
ولا بد من وضع حد أدنى للأسعار كأرضية سعرية على المدى الطويل لليثيوم والبطاريات وأنظمة تخزين الطاقة، وليس ثمَّة مجال للقلق قبل أن تبدأ الهوامش في الانخفاض في شركات الليثيوم الصينية.
