اخر الاخبارالمال والاعمال

الشركات الأمريكية القوية تتحول إلى السندات القابلة للتحويل

تتجه الشركات الأمريكية ذات التصنيف العالي لمديونتها إلى التحول للسندات القابلة للتحويل، وهي سندات مصدرة من الشركات يمكن تحويلها إلى عدد معين من حصص الأسهم العادية بالشركة، وعادة ما يكون العائد على هذا النوع من السندات أقل من أسعار الفائدة الممنوحة على السندات العادية لفترة الاستحقاق نفسها؛ نظراً لقابلية التحويل. ويأتي ذلك في الوقت الذي تحاول فيه هذه الشركات تقليل تكاليف الاقتراض المرتفعة الناجمة عن سياسات التشديد «العدوانية» التي يشنها الاحتياطي الفيدرالي لرفع أسعار الفائدة.

ومنذ بداية العام أصدرت الشركات من الدرجة الاستثمارية (عالية التصنيف) سندات قابلة للتحويل بما يقرب من 12 مليار دولار، أي أكثر من 30 % من إجمالي السندات المصدرة، وهي أعلى حصة خلال العقد الماضي، وعلى الأقل ثلاثة أضعاف متوسط الإصدارات العام وفقاً لبيانات بنك أوف أمريكا.

ومقارنة بالعام الماضي، فإن الشركات ذات التصنيف الائتماني العالي أصدرت سندات قابلة للتحويل بما يقرب من ملياري دولار أو %7 من السوق الإجمالية للسندات.

من جهته، قال جيسي مارك، الرئيس العالمي لأسواق رأس المال والأسهم في جيفريز: «نرى تحول الكثير من الشركات المصدرة للسندات المباشرة إلى السوق القابلة للتحويل».

وهيمنت على هذه السوق الشركات التي لديها توقعات متفائلة على المدى الطويل، وتركز في استراتيجيتها على النمو، مع تقليل نفقات الفائدة قصيرة الأجل.

وفي ذروة طفرة سوق الأسهم عام 2021، تمكنت شركات على شاكلة «إير بي إن بي» و«بيلوتن» و«بيوند ميت» من الاستفادة من السندات القابلة للتحويل للاقتراض بفائدة صفرية.

وخلال العام ذاته ، جاءت أكثر من نصف الإصدارات من قطاع التكنولوجيا، وفقاً لبيانات جيفريز.

وبالتزامن مع ارتفاع متوسط العائد على السندات ذات الدرجة الاستثمارية (التصنيف الائتماني العالي) إلى ما يقرب من 6 %، اتجهت الشركات ذات الصناعات الأكثر ثباتاً مثل المرافق والعقارات إلى السوق القابلة للتحويل؛ لإبقاء التكاليف منخفضة، في حين مثلت إصدارات شركات التكنولوجيا أقل من ربع إجمالي الإصدارات.

وقال مايكل بونجورث، استراتيجي السندات القابلة للتحويل في «بنك أوف أمريكا سيكيورتيز»: «تحتاج الشركات ذات الدرجة الاستثمارية إلى التوفير في قسائم الفوائد أيضاً». وأضاف : «من الواضح أنهم (الشركات ذات الدرجة الاستثمارية) يعانون من خلفية تكاليف التمويل نفسها التي تعاني منها الشركات ذات العائد المرتفع».

ومن أبرز الشركات ذات الدرجة الاستثمارية التي استغلت السوق القابلة للتحويل في الأشهر الأخيرة «سنتر بوينت إنرجي»، و«كوربرت أوفيس بروبرتز تراست»، ومجموعة الاستثمار في البنية التحتية «هاسي».

وأكد بونجورث أن الشركات وفرت ما متوسطه 2 إلى 3 نقاط مئوية على أسعار الفائدة عن طريق السندات القابلة للتحويل، مقارنة بالسندات التقليدية.

وقد تسارعت وتيرة الإصدارات القابلة للتحويل بشكل عام في الأشهر القليلة الماضية مع اقتراب المزيد من الشركات من المواعيد النهائية لإعادة التمويل ومع ارتفاع أسعار الأسهم؛ ما يقلل من مخاطر إضعاف الشركات لمساهميها الحاليين بأسعار تحويل منخفضة. وجمعت الشركات 6.3 مليارات دولار حتى الآن في سبتمبر، وفقاً لبيانات من «ديلوجيك»، وإلى جانب 7.9 مليارات دولار في أغسطس، فإن هذه الفئة من الأصول في مسارها لأكثر شهرين متتاليين زخماً منذ عام 2021 من حيث حجم الدولار وعدد الصفقات.

بينما سيحل موعد استحقاق نحو 2.3 تريليون دولار من ديون الشركات كل عام بين عامي 2024 و2026، وفقاً لبيانات وكالة «ستاندرد آند بورز» للتصنيفات الائتمانية.

وتوقع المحللون والمشاركون في السوق أن الموجة الوشيكة من الديون المستحقة من شأنها التشجيع على المزيد من النمو في أحجام الإصدارات القابلة للتحويل. وقال بونجورث إنه حتى وقت قريب، كان كبار المسؤولين الماليين يتمتعون «برفاهية الوقت». وأضاف: «الآن الشركات بحاجة إلى إعادة التمويل قبل عقبة الاستحقاق المقبلة»، مع اضطرار العديد منها إلى تمويل ديونها المستحقة مسبقاً قبل 12 إلى 18 شهراً.

 

الشركات الأمريكية القوية تتحول إلى السندات القابلة للتحويل

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock