اخر الاخبارالمال والاعمال

أمريكا تمارس ضغوطاً للموافقة على خطط استخدام أرصدة الكربون للشركات

تعرضت مجموعة مراقبة الأهداف المناخية للشركات الرائدة في العالم لضغوط كبيرة من مستشاري مبعوث المناخ الأمريكي السابق جون كيري، للتراجع عن معارضتها لاستخدام أرصدة الكربون، بحسب مصادر مطلعة.

وقدم مسؤولون مشاركون في صياغة مخطط الطاقة النظيفة بالولايات المتحدة، الذين يوجهون الأموال للدول النامية، بطلبات متكررة إلى قيادات مبادرة الأهداف القائمة على العلم على مدار أكثر من عامين. وجاء هذا الضغط قبل قرار بإقرار السياسة الذي أعلنته مبادرة الأهداف القائمة على العلم الأسبوع الماضي، للسماح للشركات باستخدام أرصدة الكربون للتعويض عن التلوث الذي تتسبب فيه. وفي ظل غياب هيئة أو جهة تنظيمية أخرى، تطورت مبادرة الأهداف القائمة على العلم لتصبح منظمة للتحقق من خطط المناخ للشركات، بدعم من مجموعات غير هادفة للربح.

وتقاعد كيري من منصب المبعوث الأمريكي للمناخ في وقت سابق من العام، لكنه لعب دوراً فعالاً في خطة تتيح للدول الفقيرة إصدار أرصدة كربون للشركات مقابل تمويل لمساعدة الدول على التحول من الوقود الأحفوري إلى الطاقة النظيفة.

ودعم هذا المخطط، المعروف باسم مسرع انتقال الطاقة، أندرو ستير، رئيس صندوق بيزوس للأرض، وهو داعم مالي رئيس لمبادرة الأهداف القائمة على العلم، إضافة إلى مؤسسة روكفلر.

وقال كيري في فعالية لوزارة الخارجية الأمريكية يوم الجمعة الماضي، «إنه تشجع عندما سمع أن قادة مبادرة الأهداف القائمة على العلم أشاروا إلى انفتاحهم على استخدام الشركات أرصدة الكربون لمعالجة بعض انبعاثاتها غير المباشرة».

وسلط الحدث الضوء على المخطط الأمريكي الذي جذب اهتمام أمازون وماستركارد وبنك أوف أمريكا، لكنه لا يزال يبحث عن مشترين من الشركات لشراء أرصدة الكربون الخاصة بالخطة الأمريكية. وسيعزز هذا التحرك من مجلس إدارة مبادرة الأهداف القائمة على العلم، لدعم أرصدة الكربون كبديل لتخفيض الانبعاثات، المشروع الذي تقوده أمريكا، من خلال إعطاء الضوء الأخضر للشركات لتحقيق أهداف المناخ من خلال شراء الأرصدة على نطاق واسع، بدلاً من التركيز على إجراء تخفيضات فعلية للانبعاثات. واستثمر المطورون مليارات الدولارات في السوق العالمية في أرصدة تخفيض الكربون الطوعية، التي يفترض أنها تمثل طناً من ثاني أكسيد الكربون الذي تمت إزالته من الغلاف الجوي أو إبقاؤه خارجه، لكن المنتقدين يجادلون بأن هذه الأدوات غير المنظمة غالباً ما تبالغ في تقدير غازات الاحتباس الحراري التي تم وقفها، وتبرر إصدار الملوثين مزيداً من الانبعاثات.

وقال أحد الموظفين المتضررين في مبادرة الأهداف القائمة على العلم «هناك تريليونات الدولارات التي يمكن جنيها من الهواء الملوث». أدّى ضجيج الموظفين حيال عملية صنع القرار، والنفوذ الملحوظ الذي تمارسه الجهات السياسية الداعمة والشركات والجمعيات الخيرية في صناعة أرصدة الكربون المتنامية، إلى تراجع مبادرة الأهداف القائمة على العلم خطوة للوراء عن إقرار استخدام أرصدة الكربون الأسبوع الماضي.

وعادة، تطلب مبادرة الأهداف القائمة على العلم من الشركات التعهد بخفض الانبعاثات بنسبة 90 % على الأقل بحلول عام 2050، مع وجود مجال للاستثمار في إزالة وتخزين الكربون بشكل دائم للعُشر المتبقي أو ذلك الذي لا يمكن خفضه باستخدام التكنولوجيا.

وكان الضغط المستمر على المنظمة يتعلق بإيجاد إشارة بوجود طلب بأي ثمن على أرصدة الكربون، حتى لو من خلال تدمير سمعة مبادرة الأهداف القائمة على العلم، وربما تدمير الفرصة الأخيرة لسد الفجوة إلى 1.5 درجة مئوية، على حد قول الموظف.

واتفقت الدول كجزء من اتفاقية باريس لعام 2015 على الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري العالمي إلى 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة، أو أقل بكثير من 2 درجة مئوية.

وتعد شركات «آبل» و«نستله» و«إنجي» من بين آلاف شركات التكنولوجيا والسلع الاستهلاكية والمرافق التي حصلت على موافقة مبادرة الأهداف القائمة على العلم على خططها المناخية، كما تطور الهيئة معايير للتحقق من أهداف شركات النفط والغاز والمؤسسات المالية. وبدأ الضغط الذي مارسته حكومة الولايات المتحدة على مبادرة الأهداف القائمة على العلم لتخفيف موقفها المناهض لأرصدة الكربون قبل قمة الأمم المتحدة للمناخ كوب 27 في شرم الشيخ في نوفمبر 2022، حيث تم إطلاق المخطط من قبل كيري، وفقاً لأشخاص على دراية بعقلية القيادات العليا في مبادرة الأهداف القائمة على العلم.

طلب مكتب كيري آنذاك من المجموعة السماح للشركات بإلغاء بعض انبعاثاتها عن طريق شراء أرصدة الكربون، حسبما قال الرئيس التنفيذي لشركة مبادرة الأهداف القائمة على العلم، لويز أمارال، للموظفين في أكتوبر 2022. وقد أثارت الشركات، بما في ذلك «جنرال موتور» معارضة مبادرة الأهداف القائمة على العلم للأرصدة، خلال محادثات حول الانضمام إلى مسرع انتقال الطاقة.

وأعرب أمارال أيضاً عن مخاوفه من أن خلق حافز للشركات لشراء أرصدة الكربون على نطاق واسع بدلاً من خفض الانبعاثات قد يحرم مشاريع المناخ الخاصة بالشركات من تمويل بمليارات الدولارات.

وطلبت وزارة الخارجية الأمريكية أيضاً من مبادرة الأهداف القائمة على العلم العام الماضي جعل شراء أرصدة الكربون إلزامياً بالنسبة للشركات المشاركة في عملية التحقق من الانبعاثات الصفرية، حتى لو لم يتم استخدامها في إلغاء انبعاثات الشركة، وفقاً لمصادر مطلعة على الطلب.

وفي يوم الجمعة، قال أمارال إن «التزام مبادرة الأهداف القائمة على العلم بإزالة الكربون على أسس علمية، والتشاور العام، والحوكمة في وضع المعايير لا يتزعزع».

وقال في بيان إن معايير مبادرة الأهداف القائمة على العلم لم تتغير، وفي تعديل إداري يهدف إلى الإشارة إلى الاستقلال وعكس نموها، تأسست شركة مبادرة الأهداف القائمة على العلم كشركة محدودة في العام الماضي وأضافت أمناء مستقلين إلى مجلس إدارتها. وأحد الأمناء المستقلين، إيفان دوكي، هو الرئيس الكولومبي السابق، الذي يشغل منصباً غير مدفوع الأجر في اللجنة التوجيهية لمبادرة أسواق الكربون الأفريقية، التي تسعى إلى توسيع نطاق سوق أرصدة الكربون في تلك القارة.

ومن الداعمين المهمين الآخرين لأرصدة الكربون ماريا منديلوس، الرئيس التنفيذي لشركة «وي مين بيزنس»، والشريك المؤسس لشركة مبادرة الأهداف القائمة على العلم، وفقاً لأشخاص مطلعين على القيادة. لم يقدم ممثلو «وي مين بيزنس» أي تعليق، ومن بين كبار الممولين لشركة «وي مين بيزنس» التي تركز على المناخ أمازون وشركة مصدر، التي استثمرت جميعها بشكل كبير في أسواق الكربون.

واقترحت وثيقة في أكتوبر، صاغها نايجل توبينج، الرئيس التنفيذي السابق لشركة «وي مين بيزنس» وبطل العمل المناخي رفيع المستوى للأمم المتحدة في «كوب 26»، شن حملة «سرد مضاد» لبناء الثقة في أسواق الكربون العالمية.

وشمل ذلك الحاجة إلى «اعتراف واضح وبسيط وشرعي» من مبادرة الأهداف القائمة على العلم بخطط أرصدة الكربون الخاصة بالشركات، وهو ما تقترح الوثيقة التي اطلعت عليها فايننشال تايمز الترويج لها بواسطة مجموعات الصناعة وتجار السلع وشركات الطيران والصحافيين الاستقصائيين. وتوبينج هو أحد المساهمين في «إكس بانسيف» التي تدير بورصة عالمية لتداول أرصدة الكربون، ومدير إدارة مؤشر «آي سي إي» التي تقدم خدمات المؤشرات وترتبط ببورصة إنتركونتيننتال التي تتخذ من نيويورك مقراً لها.

وأخبر توبينج صحيفة فايننشال تايمز أنه لم يتم إنشاء الحملة رسمياً بعد الاقتراح، وقال إن أولئك الذين لديهم «نظرة متشددة» ضد أرصدة الكربون يجب أن يأتوا بطرق بديلة لجمع تريليونات الدولارات اللازمة؛ للمساعدة في تكيف الجنوب العالمي مع تغير المناخ.

كلمات دالة:
  • FT

أمريكا تمارس ضغوطاً للموافقة على خطط استخدام أرصدة الكربون للشركات

المصدر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock